"الأجواء المفتوحة".. روسيا تحزم أمتعتها فهل يعود بايدن؟
تمضي روسيا قدما في الانسحاب من اتفاقية الأجواء المفتوحة، مقتفية أثر الولايات المتحدة، في خطوتها السابقة.
ولا يعرف على وجه الدقة حتى الآن ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن سيصحح خطوة سلفه دونالد ترامب، بالعودة إلى الاتفاقية.
وينذر انسحاب أكبر دولتين موقعتين على الاتفاقية، بعودة عمليات الاستطلاع السرية واختراق الطيران العسكري لأجواء البلدان الأعضاء في المعاهدة.
وقدم بوتين، أمس الثلاثاء، مشروع قانون إلى مجلس الدوما بشأن انسحاب بلاده من المعاهدة، للتأكيد على جدية إعلان موسكو السابق الخروج من الاتفاقية.
وأعلنت روسيا انسحابها منتصف يناير الماضي، ويمثل عرضها على البرلمان آخر خطوة في ترك المعاهدة، حيث تقضي القواعد بضرورة إشعار قبل ستة أشهر للخروج من الاتفاقية.
وبررت موسكو انسحابها بأنه ردّ على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخروج من المعاهدة، الذي اكتمل في نوفمبر الماضي.
ما هي اتفاقية الأجواء المفتوحة؟
ويعود توقيع المعاهدة إلى عام 1992، بعد أن انتهت الحرب الباردة، وتداعت الدول العظمى إلى تنظيم سلوك طائراتها في الأجواء.
لكن المعاهدة التي تسمح بتحليق طائرات استطلاع غير مسلحة في أجواء عشرات الدول المشاركة فيها لتعزيز الثقة بين القوى العظمى وتجنب الصراع، لم تدخل حيز التنفيذ إلا عام 2002.
وتسمح الاتفاقية لجيوش الدول المنضوية تحتها بتنفيذ عدد محدد من رحلات الاستطلاع غير المسلحة كل سنة فوق دولة أخرى، شرط إبلاغها بالأمر قبل وقت قصير من الطلعة الجوية، التي تسمح أيضا بالتقاط صور.
وإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا ينضوي في عضوية معاهدة الأجواء المفتوحة 33 دولة، بينها ألمانيا وكندا والمملكة المتحدة، وفرنسا، ودول أوربية وآسيوية أخرى.
هل يعود بايدن؟
سبق أن رفض بايدن، وهو في أجواء حملته الرئاسية قرار سلفه بالانسحاب، بل وعد بالعودة إلى "الأجواء المفتوحة" في حال أصبح رئيساً.
وبعد إطلاق روسيا أمس الثلاثاء مسار الانسحاب أعلنت الولايات المتحدة مباشرة مراجعة قرار انسحابها من اتفاقية "الأجواء المفتوحة".
لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أشار إلى أن أي قرار بشأن مستقبل بلاده في معاهدة الأجواء المفتوحة، لم يتخذ، مكتفيا بالقول: "نجري مراجعة حثيثة للملف".
وألقى برايس باللائمة على روسيا قائلا إن "مواصلتها عدم احترام هذه الاتفاقية يشكل أحد العوامل المؤثرة الكثيرة التي نأخذها في الاعتبار"، ودعاها إلى "اتّخاذ تدابير للعودة إلى التقيّد بالمعاهدة".
ويشي استمرار روسيا في إجراءات الانسحاب النهائية بفقدان الأمل في قدرة بايدن على العودة إلى الاتفاقية، حيث جزم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبل نجاح الرئيس الديمقراطي بأن رئيس الولايات المتحدة قد لا يمكنه العودة إلى الأجواء المفتوحة، إلا بالبدء من الصفر.
ويعني ما يشير إليه لافروف أن بايدن في حال رغبته بالعودة إلى الاتفاقية، عليه صياغة طلب جديد للانضمام، وهو ما يتطلب موافقة الأغلبية البسيطة في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين.
وفي حال إقرار الكونجرس الذي يملك الديمقراطيون الأغلبية بين أعضائه فإن بايدن سيحتاج أيضا لإقناع المجلسين بالموافقة على الأموال لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية، وهو ما قد لا يكون أولوية لدى واشنطن حاليا.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز