«عملية بولر».. كيف أنقذت بريطانيا «كنوز فينيسيا» من نيران قنابلها؟

تضم مدينة فينيسيا الإيطالية عددا كبيرا من الكنوز الأثرية التي هددتها قذائف الحرب العالمية الثانية.
وأبرز كتاب "عملية بولر" لجوناثان جلانسي، العديد من تفاصيل قصف الحلفاء لحوض بناء السفن في مدينة البندقية (فينيسيا) في مارس/آذار 1945، لتقصير الحرب ضد دول المحور بقيادة ألمانيا.
وفي الوقت نفسه يستعرض الكتاب روائع التراث الإيطالي ولماذا احتاجت كنوز البندقية للحماية، كما تتناول بعض أجزائه المسيرة المهنية لبعض المشاركين في الغارة خاصة قائد المجموعة جورج ويستليك.
وحسب عرض لصحيفة "تلغراف" البريطانية، أوضح الكتاب أن الرأي السائد وقتها هو أنه من المهم قصف البندقية أو على الأقل جزء مهم منها وهو حوض بناء السفن، الذي كان يُعتقد أنه مهم لخطوط الإمداد الألمانية ومع ذلك كان من المهم أيضًا الحفاظ على كنوز المدينة ونسيجها.
ويشير المؤلف إلى أن القصف الدقيق لم يكن متقنًا تمامًا في تلك الفترة ففي إحدى الغارات على المدينة، سقطت القنابل على بعد 17 ميلاً وحاول النازيون بالفعل استغلال الأضرار التي لحقت بدير "مونتي كاسينو" لإظهار "بربرية الحلفاء"، وبالتالي فإن تدمير جزء من البندقية سيمثل ضربة دعائية هائلة للمحور.
ووقعت الغارة في مارس/آذار 1945، أي قبل أقل من 7 أسابيع من نهاية الحرب في أوروبا وحملت اسم "عملية بولر"، في إشارة إلى مقولة نائب المارشال الجوي بوسي فوستر، إنه إذا فشلت العملية فسيرتدي هو وغيره من المسؤولين عنها قبعات بولر قريبا، وهو ما يعني أنهم سيصبحون مدنيين بعد طردهم من الخدمة.
ونجحت الغارة البريطانية في تنفيذ أهدافها، من دون تحقيق ضرر ثقافي كبير بواحدة من أهم المدن الإيطالية.
وفي كتابه، يقدم جلانسي بعض الخلفيات المثيرة للاهتمام حول أول هجوم جوي على البندقية، الذي شنه النمساويون عام 1849، كما كتب عن أنصار جماعة "المستقبلية" الذين أرادوا عام 1910 تفجير المدينة بسبب اشمئزازهم من كل السياح ورفضهم إدخال المدينة إلى القرن العشرين.
لكن النقظة الهامة في الكتاب وفقا لـ"تلغراف" هي الإشارة إلى أن عملية بولر غير معروفة بشكل كبير وأنها تستحق المزيد من التقدير بسبب نجاحها في تجنب ضررا ثقافيا كبيرا بالمدينة الإيطالية، وربما يكون السبب في عدم شهرة العملية هو عدم التيقن أبدا من دورها في اختصار الحرب العالمية الثانية.
ويسلط الكتاب الضوء على مدى ما تعرض للطمس من الثقافة الإيطالية بسبب القتال مثل تدمير الألمان لمجموعة ضخمة من الأرشيفات التي تغطي تاريخ جنوب إيطاليا بالكامل أثناء انسحابهم من نابولي وغيرها من أمثلة التخريب الثقافي والتي تؤكد أهمية الحفاظ على البندقية.
aXA6IDMuMTIuMTYwLjEyOCA= جزيرة ام اند امز