فرصة كهذه لن تتكرر، والمحرك في المنطقة وقوة التأثير اليوم تكمن في السعودية والإمارات، وهما الضامن الرئيسي لقطر.
إن دعوة المملكة العربية السعودية عن طريق الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لقطر، من أجل حضور القمتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكة لها اعتبارات ومؤشرات كثيرة، خاصة كونها تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين أمريكا وإيران في منطقة الخليج.
اعتبارات أهمها تأكيد عظمة وحجم السعودية بقوة مكانتها وحكمة سياستها، وهو تأكيد على حرصها لتحقيق اجتماع العرب جميعاً، فهي قمة التشاور حول إيران وانعكاس سياستها في المنطقة، وعليه وجهت دعوتها لقطر سعياً منها لتوحيد الصف الخليجي وإعطاء فرصة تدل على أن المملكة تملك من الحكمة، ما يجعلها تحتوي كل عاق لا يفقه لحقيقة سوء وضعه لترشد سلوكه وتقوم مسلكه.
على النظام القطري قراءة الحاضر والتنبؤ بالمستقبل بعمق أكبر حتى يدرك هذه الفرصة الذهبية، البوارج الأمريكية قد رست في الخليج، والمركب الذي يستقله على وشك الغرق، وهذا يعني أن عليه أن يقرر الوقت المناسب للقفز منه ولا أظن أن هناك وقتا أفضل من الوقت الحالي وفي مكة.
وهنا يطرح السؤال نفسه، وهو إلى أي مدى تحرص قطر على ذلك التوافق وتسعى لاغتنام هذه الفرصة التي أراها ذهبية، ومن الصعب أن تتكرر! إلى أي مدى يهتم النظام القطري بأمر الشعب لينقذ ما تبقى من مستقبله؟؟ وهل هناك في النظام القطري من يعي حقيقة متغيرات الأوضاع القادمة وتداعيات هذه المتغيرات وانعكاساتها عليهم؟ حقيقة أشك في ذلك، ولكن دعونا نرى!
لا شك أن قطر أضعف من أن تتخذ أي مواقف خلال القمة أو خارجها بسبب قراراتها التي تخنقها وتناقضاتها التي تفضحها، فدعمها لكل إرهابي واحتضانها لكل هارب في أرض قطر وتحالفها مع محور الشر إيران وتركيا هو بحد ذاته يضع قطر في حبل المشنقة، ناهيك عن استضافتها لقاعدة أمريكية في الوقت الذي تتحالف مع إيران في تناقض قاتل.
يجب أن يعي النظام القطري أن دعوته بعد كل سوء صدر منه وقياساً على تاريخه الأسود الذي لا يغتفر هي فرصة ذهبية له لإنقاذ سيادة أرضه ومستقبل شعبه، ويجب أن يقرأ مؤشر التغيير القادم، ويدرك أن رهانه وتعنته يمكن أن يصل به لمرحلة لا يجد فيها حليفاً يستند إليه، وفي لحظة يمكن أن يدرك أن كل سياساته انقلبت ضده.
فرصة كهذه لن تتكرر، والمحرك في المنطقة وقوة التأثير اليوم تكمن في السعودية والإمارات، وهما الضامن الرئيسي لقطر. إنه لمن الصحيح أن قرار العودة القطري للحضن الخليجي ستترتب عليه بعض الانعكاسات السلبية كنتيجة طبيعية لتعاونها مع محور شر وإرهاب. ولكن يجب أن تكون قطر على ثقة أنها حين تتخذ قرار العودة، فمن المؤكد أن تدعم السعودية والإمارات هذا القرار ولن تتخلى عنها، بشرط أن تكون صادقة في قرارها. وهذا القرار لا ينبع إلا من عاطفة الرحمة والحب للشعب القطري الذي لا ذنب له في تحمل أخطاء كبرى لنظامه الحاكم.
على النظام القطري قراءة الحاضر والتنبؤ بالمستقبل بعمق أكبر حتى يدرك هذه الفرصة الذهبية، البوارج الأمريكية قد رست في الخليج، والمركب الذي يستقله على وشك الغرق، وهذا يعني أن عليه أن يقرر الوقت المناسب للقفز منه، ولا أظن أن هناك وقتاً أفضل من الوقت الحالي وفي مكة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة