حوار وطني في موريتانيا يمهد لولاية "هادئة" للغزواني
النظام اتفق مع المعارضة على تشكيل لجنتين من الطرفين لتقريب وجهات النظر في بعض الأمور الخلافية وحل الأزمات العالقة.
اتفق خبراء وسياسيون على أن الحوار، الذي جرى بين السلطات الموريتانية والمعارضة، من شأنه تمهيد الطريق للرئيس الجديد محمد ولد الغزواني لخوض فترة رئاسية هادئة خالية من الأزمات السياسية.
وعقدت السلطات الموريتانية أول لقاء لها مع المعارضة، أمس الثلاثاء، للتحضير لحوار وطني من أجل إنهاء "الأزمة" التي دخلت فيها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمت الشهر الماضي.
وقال رئيس الاتحاد الحاكم في موريتانيا، سيدي عالي محمد خونا، الأربعاء، إنه جرى اتفاقاً بين الطرفين على تشكيل لجنتين لتقريب وجهات النظر في بعض الأمور الخلافية وحل الأزمات العالقة.
وقال خونا، في تصريحات صحفية عقب لقائه بالمعارض الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بيرام أعبيد، إن الحكومة الموريتانية تعهدت ببحث طلبات جميع الأطراف التي تمثل المعارضة والاستجابة لها في حدود المتاح والسعي لتطبيع العلاقات بين الجانبين فيما يخص مصلحة البلاد.
وأضاف أن لقاءه بالمعارضة جاء ضمن استراتيجية الحكومة القاضية بالاستماع للأطراف الأخرى وتغليب لغة الحوار.
من جانبه ثمّن المعارض والناشط الحقوقي بيرام ولد أعبيد استجابة النظام للحوار والتفاعل معه لحل الأزمة الراهنة بالطرق السليمة، مؤكداً أن اللقاء تطرق للعلاقة التي يجب أن تكون بين الطرفين، وكيفية تنقية الأجواء وتبادل الآراء الممكنة لحل المشاكل العالقة.
واندلعت أعمال شغب سرعان ما تم السيطرة عليها في العاصمة الموريتانية (نواكشوط)، بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الـ22 من يونيو/حزيران الماضي. مما دفع الطرفين للاتفاق على حوار وطني ينهي الأزمة.
تهدئة سياسية
الكاتب والمحلل السياسي مولاي أبحيد، نائب نقيب الصحفييين الموريتانيين، اعتبر في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الاتصالات الجديدة بين الحكومة والمرشح بيرام ولد أعبيد، يعكس وجود مستوى كبير من التفاهم بين الطرفين ومحاولة جدية لتوطيد العلاقات وتطبيعها.
وأشار أبحيدة إلى أن الحكومة والأغلبية الحاكمة حاليا ربما تريد "استثمار هذه الوقائع للتهدئة وغلق بعض الملفات السياسية حتى يكون استلام الرئيس الموريتاني المنتخب للسلطة في ظروف سياسية أفضل وأكثر إيجابية"، على حد تعبيره.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله السيد إن اللقاء بين الحكومة والمعارضة يعكس الشعور المتنامي بين الطرفين على ضرورة خلق أجواء سياسية جديدة "مستقرة وخالية من التأزم" على حد تعبيره.
وأوضح الكاتب في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن المرحلة السياسية الراهنة في البلاد التي تسبق تنصيب رئيس جديد تتطلب تنقية الأجواء السياسية من "منغصات الاحتفال بالإنجاز التاريخي المتمثل في انتقال سلمي وسلسل إلى الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني".
واعتبر ولد السيد أن حصول المعارضة بجميع مرشحيها إلى نسبة 48 من أصوات الناخبين في الرئاسيات الأخيرة، تفرض على النظام الاهتمام بالشراكة المستقبلية معها من أجل تجنيب البلاد المزيد من التأزم والانسداد السياسي، على حد وصفه.
حوار ينهي الأزمة
المدون والناشط الشبابي الموريتاني مجدي عبدو اعتبر استقبال المعارضة بيرام أعبيد وغيره من الساعين للحوار لقادة الأغلبية يمثل بارقة أمل لإطلاق حوار سياسي حقيقي يؤدي إلى مزيد من الديمقراطية والشفافية والأمن والأمان.
وعبّر عبدو في تدوينة بحسابه على الفيسبوك عن "الأماني والرجاء بأن يُكلل الاتصالات الجديدة بين الحكومة والمعارضة بالنجاح نحو جو سياسي هادئ، يسوده الاعتراف المتبادل بين مرشحي المعارضة والرئيس المنتخب حديثاً محمد ولد الشيخ الغزواني".
وتوقع عبدو أن تمهد الاتصالات الجارية لحوار جدي يؤسس لعلاقة سياسية بين أطراف المشهد تكون لها تأثير كبير علي البلاد خلال الفترة المقبلة.
الغزواني رئيسا لموريتانيا
وأعلن المجلس الدستوري في موريتانيا، الإثنين الماضي، فوز محمد ولد الشيخ محمد أحمد الشيخ الغزواني، برئاسة البلاد رسمياً.
وأكد المجلس رفضه الطعون التي تقدم بها 3 من المرشحين للرئاسة قبل أيام "لعدم كفاية الأدلة المقدمة".
ومن المقرر أن يباشر الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني مهامه الدستورية، فور انتهاء ولاية الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، في 2 أغسطس/آب المقبل.
وكانت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا قد أعلنت، مساء الأحد الـ23 يونيو الجاري، فوز المرشح محمد ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية بحصوله على أكثر من 52% من الأصوات.
وقالت اللجنة: "إن ولد الغزاوني انتخب رئيساً للجمهورية بحصوله على 52,01% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه المرشح المعارض بيرام أعبيدي (18,58%)".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز