منتدى الشباب.. سلاح "الحمدين" لدعم إرهاب الإخوان
الدوحة استغلت استضافتها لمنتدى الشباب الإسلامي للترويج لأفكار تنظيم الإخوان الإرهابي، وإعداد جيل جديد منهم موالٍ لسياستها في دولهم.
في ظل جهود دولية متواصلة لمحاصرة تنظيم الإخوان الإرهابي ومحاربة أفكاره وحظر أنشطته ومحاكمة قياداته وتجفيف منابع تمويله، تحاول قطر الالتفاف على تلك الجهود بطرق متنوعة لضمان استمراره.
- 18 يوليو.. قطر أمام القضاء المصري لدعمها الإرهاب
- "تمويل ودعم الإرهاب".. اتهامات تنتظر أمير قطر قبل لقاء ترامب
أحدث تلك المحاولات يشهدها حاليا منتدى "الشباب الإسلامي"، الذي تتواصل فعالياتها في الدوحة، الأربعاء، لليوم الرابع على التوالي، ويختتم غدا الخميس.
الدوحة استغلت استضافتها للمنتدى للترويج لأفكار تنظيم الإخوان الإرهابي، وإعداد جيل جديد منهم موالٍ لسياستها في دولهم، واستغلال تلك الورقة في ابتزاز العالم وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
الأهداف الخبيثة التي تسعى قطر لتحقيقها من استضافة هذا المنتدى، فضحها ترويج "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" المصنف إرهابيا، للمنتدى ودعوته للمشاركة فيه عبر موقعه الإلكتروني وحسابه في موقع "تويتر"، رغم عدم وجود صلة رسمية تربطه بالمنتدى.
ملاحظات لافتة
٣ أمور لافتة كشفت الخطط الخبيثة لقطر من وراء استضافتها لهذا المنتدى الذي انطلقت أعماله، الأحد.
أولها شعار المنتدى المستمد من أدبيات تنظيم الإخوان الإرهابي، وهو "الأمة بشبابها"، حيث يعقد ضمن فعاليات "الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019″، والتي تتواصل على مدار العام الجاري.
الأمر الثاني هو قيام اتحاد القرضاوى الإخواني المضنف إرهابيا في عدة دول، بالترويج للمنتدى ومحاوره عبر موقعه الإلكتروني وحسابه في موقع تويتر، رغم عدم وجود صلة رسمية تربط الاتحاد بالمنتدى.
ويقام المنتدى -كما هو معلن رسميا- بالتعاون بين وزارة الثقافة والرياضة القطرية، و"منتدى شباب التعاون الإسلامي"، الذراع الشبابية لـ"منظمة التعاون الإسلامي"(ترأسه تركيا حاليا)، وبإشراف"مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية".
الأمر الثالث يتمثمل فيهو توظيف جلسات المنتدى وورش العمل المصاحبة لها للترويج لأفكار تنظيم الإخوان والسياسات القطرية الداعمة له بشكل خبيث عبر محاور المنتدى، والتي تحمل عناوين مثل الشباب والرهان على التنمية المستدامة، والحوكمة الرشيدة والشفافية لدى الشباب، والشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، والمحاكاة الدبلوماسية.
تحذيرات
حذر مراقبون من قيام قطر باستغلال المؤتمرات والأنشطة التي تستضيفها، خاصة تلك البعيدة عن الأضواء والمتعلقة بالمرأة أو بالشباب أو التي تناقش القضايا الدينية في المجتمعات الإسلامية، حيث تكون مرتعا خصبا للعناصر الإخوانية المقيمة على أراضيها لنشر أفكارها، والتواصل مع نظرائهم من الدول الأخرى.
وحذروا أيضاً من محاولة استقطاب عناصر شبابية من دول أخرى لاستقطابهم للانضمام للتنظيم الإرهابي، في محاولة لإعادة الروح له وضمان استمراره في ظل محاصرته دوليا، إذ تعتبر سلاحا بيد تنظيم الحمدين لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار مراقبون أيضاً إلى أن كثيرا من الشباب يشارك في هذه المؤتمرات بحسن نية دون أن يدري الفخ الإخواني المنصوب له من قبل تنظيم الحمدين.
ودعوا إلى الحذر من المشاركة في الفعاليات الشبابية التي تستضيفها الدوحة، لأن قطر تستغلها للإيقاع بشبابهم لإعداد جيل جديد من الإخوان من الشباب الذين يمكن التغرير بهم .
وكشف باحثون أيضاً عن أن المشاركين في المنتدى شباب يمثلون 56 دولة، وأعمارهم تتراوح بين 18-30 عاما، وهم صيد مثالي لتنظيمي الإخوان والحمدين لتحقيق أهدافهم.
وفي هذا الصدد، لفتوا إلى قيام المشرفين على المؤتمر بتنظيم عددا من الزيارات الميدانية للشباب المشاركين للتعرف على قطر، ومؤسساتها، وعلى الأوضاع والمزايا التي توفرها الدوحة للشباب، في إغراء مقنع، خاصة بالنسبة للشبان القادمين من دول محدودة الإمكانيات حتى يتركوا بلدانهم ويهاجروا إلى قطر، ومن ثم يتم تنفيذ خطتها لاستقطابهم للجماعة.
خطط خبيثة
ويرى مراقبون أن الدوحة اختارت بدقة المجموعات المشاركة لتتماشى مع توجهها، كما استغلت السير الذاتية التي أرسلها الراغبون للمشاركة في المؤتمر من غير المنتمين للإخوان-قبيل انطلاقه- لانتقاء عناصر منهَم تستهدف استقطابهم للانضمام للتنظيم دون أن يدروا أنهم مستهدفون، وتقوم بهذا الأمر عبر التدريبات والورش، التي تتم في المنتدى، والتي تكون أشبه بمخيمات دعوية وتكوينية لتنظيم الإخوان.
وذكروا أنه كان لافتا أن المنتدى وضع على رأس أولوياته دعم الشعور بالزعامة والسيطرة على المواقع باعتباره واجبا دينيا وضرورة سياسية ملحة، بدلا من تركيزها على الأهداف المعلنة للمؤتمر بشأن تعزيز ثقافة الحوار وتحقيق التثقيف السياسي.
وحرص المؤتمر -حسب تقارير إعلامية- على تدريب الشباب المشاركين لمعرفة أساليب صياغة القرارات والموافقات، وكيفية التوصل إلى فرض الرأي وكسب دعم الآخرين للأفكار المطروحة، وهو أسلوب قديم لدى الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين التي تدربت عناصرها على خطاب يقوم على جذب الانتباه ومحاولة تمرير المواقف والقرارات بإيهام المشاركين بالطيبة والتدين والجدية.
ولم تقف التدريبات السياسية عند أساليب التسلل إلى المؤسسات والتحكم فيها، بل تمت محاكاة أوسع في المؤتمر، تقوم على محاكاة القمة الإسلامية، أي لعب أدوار القادة والزعماء في تجهيز مشاريع القرارات، وفي مرحلة ثانية التدرب على اعتماد وإعلان تلك القرارات، وهو ما يعني التدرب على اختراق بعيد المدى، وهو أمر يمكن النظر له بحسن نية إذا لم تكن إقامته في الدوحة وفي ظل حضور علني ومستتر من الإخونجية المدعومين من قطر.
وفي ظل اهتمامها الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي، التي تستغلها عبر جيش من الذباب الإلكتروني الموالي لها في تلميع صورتها والترويج لسياساتها ومهاجمة الدول المقاطعة لها، احتل عنصر التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة في المؤتمر.