رشحته المعارضة لرئاسة تركيا.. من هو كمال قليجدار أوغلو؟
اختار تحالف من 6 أحزاب معارضة تركية الإثنين، كمال قليجدار أوغلو، لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
كمال قليجدار أوغلو، الذي يتولى حاليا قيادة التحالف، ويترأس حزب الشعب الجمهوري، تأخر حسم ترشحه لمنافسة الرئيس أردوغان بسبب رفض البعض بالتحالف الدفع به، وتفضيل أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، أو منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة، وهما ينتميان لحزب الشعب الجمهوري.
إلا أن كمال قليجدار أوغلو حصل على موافقة التحالف أخيرا وترشح للانتخابات الرئاسية، التي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنها ستجرى في موعدها 14 مايو/أيار المقبل، رغم تداعيات زلزال 6 فبراير/شباط الذي أودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص داخل تركيا.
ويضم التحالف السداسي، حزب الشعب الجمهوري بقيادة كمال قليجدار أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان، والحزب الديمقراطي بقيادة جولتكين أويسال، وحزب السعادة بقيادة تميل كرم الله أوغلو، وحزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو، وحزب الخير بقيادة ميرال أكشنر التي لمحت إلى احتمال انفصالها عن التحالف.
وكمال قليجدار أوغلو زعيم سياسي تركي، رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، ولد في 17 ديسمبر/كانون الأول 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي (شرقي الأناضول) في تركيا.
وكان اسم والده "قمر خان" لكنه عام 1950 غيّر كنيته من "خان" إلى قليجدار أوغلو، وهو الرابع بين أبناء العائلة السبعة، وأب لابنتين.
الدراسة والتكوين
أكمل قليجدار مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس ولايته، والتحق بمدرسة إيلازيج التجارية الثانوية وأنهاها بمرتبة الشرف عام 1967، ثم انتقل للدراسة الجامعية في العاصمة فدخل أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية التي تخرج فيها 1971.
عمل قليجدار في مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية بداية من 1992، وتولى مسؤولية إدارتها العامة بين عامي 1997 و1999، وانتخب يوم 31 أغسطس/آب 2012 نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية.
بدأ قليجدار نشاطه السياسي عام 2002 بانضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري العلماني، الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لسياسة وفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
وخاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ثم في أغسطس/آب 2007، وفاز بعضوية البرلمان في الدائرة الثانية في إسطنبول.
وترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/آذار 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قدير توباش.
وفي عام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا للحزب بعد استقالة سلفه دينيز بايكال، فقاد الحزب في معركة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو/حزيران 2011 فحل ثانيا فيها بنسبة 26% من الأصوات.
النشاط السياسي
شارك الحزب بقيادته -مع حزب الحركة القومية المعارض- في ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو للمنافسة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أغسطس/آب 2014، للمرة الأولى بطريقة التصويت المباشر، لكنه خسر أمام مرشح حزب العدالة والتنمية القوي رجب طيب أردوغان.
وأُعيد انتخاب قليجدار عام 2014 رئيسا لحزب الشعب فقاده إلى الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران 2015 وفي إعادتها في نوفمبر/تشرين الثاني الموالي، ونال الحزب المركز الثاني في الجولتين، كما أعيد فيهما انتخاب رئيسه لعضوية البرلمان.
يتزعم قليجدار المعارضة التركية باعتباره رئيس أكبر أحزابها، وهو معروف داخليا بمواقفه المناهضة بشدة لحزب العدالة والتنمية وحكوماته المتعاقبة، كما يعارض بقوة سياسات الحزب الخارجية.
وحين قامت قطاعات من الجيش التركي بمحاولة انقلابية يوم 15 يوليو/تموز 2016 وقف قليجدار ضد الانقلاب وانتقد المشاركين.
وفي صبيحة اليوم التالي للمحاولة كان حاضرا بين زملائه في البرلمان لإعلان وقوفهم إلى جانب الشرعية الديمقراطية.
ومن ميدان تقسيم الشهير وسط إسطنبول، تلا قليجدار بيانا لحزبه على شكل وثيقة تدين الانقلابات، وذلك أمام مئات الآلاف من كافة التيارات السياسية شاركوا في "مسيرة الديمقراطية" التي جمعت الحكومة والمعارضة يوم 24 يوليو/تموز 2016.
ورغم معارضته للحكومة وانتقاده المتكرر لسياسات رئيس البلاد أردوغان، فإنه لبى دعوة وجهها إليه الأخير للقائه في القصر الجمهوري يوم 25 يوليو/تموز 2016، وهو اللقاء الذي اعتبر تحولا مركزيا في العلاقات الوطنية التركية.