لاري إليسون يزيح إيلون ماسك من عرش الأثرياء.. ربح 100 مليار دولار في ساعات

سجلت شركة "أوراكل" (Oracle) واحدة من أقوى اللحظات في تاريخها، بعد أن أعلنت عن قفزة هائلة في الطلب المستقبلي على خدماتها السحابية، مما دفع سهمها إلى الارتفاع بأكثر من 40% في يوم واحد، وأضاف أكثر من 300 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.
وكان لهذا الحدث أثر مباشر على ثروة رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك، لاري إليسون، الذي أصبح رسميًا أغنى رجل في العالم، متجاوزًا الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك.
وجاء الارتفاع التاريخي بعد أن كشفت أوراكل مساء الثلاثاء أن "الالتزامات المتبقية للأداء" (RPO) — وهو مقياس للإيرادات المستقبلية من العقود الموقعة — قد قفز بنسبة تقارب 360% لتصل إلى 455 مليار دولار خلال الربع الأخير.
وتتوقع الشركة أن تنمو أعمال البنية التحتية السحابية لأوراكل (OCI) بنسبة 77% هذا العام لتصل إلى 18 مليار دولار، مع تطلع للوصول إلى 144 مليار دولار بحلول عام 2030.
من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية سافرا كاتز أن الشركة وقّعت أربعة عقود بمليارات الدولارات مع ثلاثة عملاء كبار خلال الربع، مشيرة إلى أن قائمة شركاء أوراكل تتضمن "أسماء لامعة في عالم الذكاء الاصطناعي"، مثل OpenAI، xAI، Meta، Nvidia، AMD وغيرهم.
في خضم هذا النجاح، كان لاري إليسون – البالغ من العمر 81 عامًا – المستفيد الأكبر. إذ أدى الارتفاع الهائل في سعر السهم إلى قفزة في ثروته الشخصية لتتجاوز ثروة إيلون ماسك أغنى شخص في العالم.
أدت الزيادة في القيمة السوقية لأوراكل بمقدار 200 مليار دولار إلى تعزيز ثروة مؤسسها لاري إليسون (الذي يمتلك 41% من الشركة) بأكثر من 100 مليار دولار، ليتصدر بذلك قائمة مليارديرات العالم وفقا لمؤشر بلومبرغ.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن ذلك أدى ذلك إلى رفع ثروة إليسون الإجمالية إلى نحو 406 مليارات دولار مقارنة بنحو 440 مليار دولار لماسك، وفق مؤشر فوربس للمليارديرات. أما مؤشر بلومبرغ للثروات فوضع ثروة إليسون أمام ثروة ماسك بفارق طفيف، ما جعل رئيس "أوراكل" يتصدر القائمة حاليا. ويعود الاختلاف في التقديرات إلى كيفية تقدير بعض ممتلكاتهما الضخمة.
وإليسون، المعروف برؤيته الطويلة في الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات الناشئة، يبدو الآن وكأنه راهن مبكرًا وصحيحًا على الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت أوراكل واحدة من أبرز اللاعبين في مجال بنية الذكاء الاصطناعي السحابية.
ويصفه محللون بأنه "العقل المدبر وراء صعود أوراكل من شركة برمجيات تقليدية إلى عملاق للبنية التحتية يعتمد عليه عمالقة الذكاء الاصطناعي".
ورغم أن أرباح وإيرادات الشركة في الربع الأول جاءت أقل من توقعات وول ستريت، فإن الزخم القوي في العقود طويلة الأمد والتوقعات المستقبلية الإيجابية دفع المستثمرين إلى شراء السهم بكثافة.
كما أعلنت الشركة عن زيادة الإنفاق الرأسمالي إلى 35 مليار دولار بدلاً من 25 مليارًا، وذلك لتوسيع مراكز البيانات ودعم الطلب المتزايد على قدرات الحوسبة للذكاء الاصطناعي.
وسارع المحللون لوصف نتائج أوراكل بأنها "مدهشة" و"تدفع بموجة التفاؤل تجاه الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد". وكتب المحلل براد زيلنيك من "دويتشه بنك": "أوراكل عززت موقعها كقائد للبنية التحتية في عصر الذكاء الاصطناعي". من جهته، قال محلل من شركة "جيفريز" إن "الأرقام تعكس زيادة الثقة في استمرارية طفرة الذكاء الاصطناعي".
وفي وقت كانت فيه الأسواق تتساءل عما إذا كانت موجة الذكاء الاصطناعي قد بلغت ذروتها، جاءت أوراكل بقيادة لاري إليسون لتؤكد أن السباق ما زال في بدايته — ليس فقط على مستوى التكنولوجيا، بل على مستوى النفوذ والثروة أيضًا.
وقال تقرير نشره موقع "سي إن إن"، إن رحلة إليسون بدأت عام 1977، عندما شارك في تأسيس شركة لتطوير البرمجيات، وبنى أول قاعدة بيانات لصالح وكالة الاستخبارات المركزية تحت اسم "Oracle". وفي عام 1986، طرحت الشركة للاكتتاب العام، وتحولت لاحقًا إلى واحدة من أبرز شركات التكنولوجيا في العالم.
وبعيدًا عن التكنولوجيا، عُرف إليسون بحبه لليخوت والرياضات. ففي 2012، اشترى 98% من جزيرة "لاناي" في هاواي، وأسّس دوري SailGP لسباقات القوارب. كما يملك بطولة Indian Wells للتنس، والتي تُلقب بـ"الجراند سلام الخامسة".
ورغم ثروته الهائلة، وقّع إليسون "تعهد العطاء"، واعدًا بالتبرع بـ95% من ثروته. وقد أسس "معهد إليسون للتكنولوجيا" بالتعاون مع جامعة أكسفورد، بهدف تطوير علاجات طبية وتقنيات زراعية وطاقة نظيفة.