أيام برتقالية.. حملة يمنية لكشف الانتهاكات الحوثية ضد المرأة
استغلت النساء اليمنيات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة لكشف الجرائم الحوثية منذ 6 سنوات عبر حملة أيام برتقالية التي تستمر 16 يوما
وكصورة تعبيرية لرفض العنف، اكتست المعالم التاريخية لمدينة سيئون بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن)، باللون البرتقالي، تزامناً مع الأيام العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة.
حيث اكتسى قصر سيئون وحصن الفلس التاريخيين، بالإضافة لمبنى اتحاد نساء اليمن في وادي وصحراء حضرموت، باللون البرتقالي ضمن نشاط 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة بكل أشكاله الذي ينظمه الاتحاد في كل عام مع عدد من الشركاء المهتمين بشئون المرأة.
وفي عدن وأبين، أحيت مؤسسة (ألف باء مدنية وتعايش)، الأيام البرتقالية الـ 16 بجمع توقيعات نخبة من النساء والقيادات الفاعلات، وتسجيل عباراتٍ داعمة للنسوة على لوحة الأيام المناهضة للعنف ضد المرأة.
كما شملت فعالية (ألف باء) عقد ندوة نقاشية وتعريفية بالحملة، قدمتها المحامية والناشطة الحقوقية اليمنية عفراء الحريري، بورقة عمل حول التعريف ببدايات حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، والأهداف وراء إحياءها.
وأشارت الحقوقية عفراء الحريري خلال الندوة إلى أن الحرب التي افتعلها الحوثيون على اليمنيين ساهمت في ظهور أشكال جديدة من العنف ضد المرأة اليمنية، التي أضحت الفئة الأضعف المتأثرة بالحرب، ولا ينافسها في ذلك سوى الأطفال.
وتضمنت الفعالية تسجيل النساء المشاركات عبارات داعمة لوضع المرأة في اليمن، عبر لوحةٍ خاصة بالأيام البرتقالية لمناهضة العنف ضد المرأة.
كما التقطت الصور التذكارية في (برواز الشرف) البرتقالي للنسوة القيادات، تعبيرًا عن دعم جهود المرأة اليمنية في مواجهة العنف والحرب التي فرضت عليهنّ من المليشيات الحوثية.
وتتواصل فعاليات حملة الـ16 يومًا التي انطلقت، الأربعاء، 25 نوفمبر/تشرين الثاني، حتى 10 ديسمبر/كانون الأول، الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان، كما تمر الحملة بتاريخ الأول من ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
العديد من المنظمات الحقوقية اليمنية والعالمية، أثبتت ما ذهبت إليه المحامية اليمنية عفراء الحريري، من تسبب الحوثيين بظهور أشكالٍ جديدة من العنف الممارس ضد اليمنيات.
فمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن، أشار، في مارس/آذار 2020، إلى تنوع انتهاكات الحوثيين ضد النساء، ما بين التعنيف والاختطاف والقتل والإخفاء القسري، والحرمان من الالتحاق بالتعليم والحقوق الصحية.
ولفت المركز اليمني، الحاصل على الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، أنه ومنذ 2014 تنامت ظاهرة اختطاف النساء وإخفائهنّ في سجونٍ سرية، كما ظهرت أجهزةٌ أمنية موجهةٌ ضد اليمنيات، تُعرف باسم "الزينبيات" تابعات للحوثيين، مدربات على برامج العنف والتعذيب واقتحام المنازل.
وذكر بيان للمركز، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن أكثر من 300 امرأة تقبع في سجون المليشيات، بينهنّ أكثر من 100 ناشطة سياسية وحقوقية وإعلامية، و45 امرأة في حالة اختفاء قسري.
وقال البيان: "تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن 3 ملايين امرأة وفتاة يمنية تقريبًا معرضات لخطر العنف جراء الحرب".
كما أن الفتيات الصغيرات في اليمن هنّ أكثر حرمانًا من التعليم وترك مقاعد الدراسة بسبب الحرب، التي أتت على 70% من المدارس ومؤسسات التعليم، كما أنهنّ عرضة للتدهور الصحي بنسبة 80% من السكان.
بينما كشف المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في أواخر 2019، عن أبرز الانتهاكات التي طالت المرأة اليمنية، والتي تمثلت في الاستهداف المباشر، والذي أدى إلى إصابة 1633 امرأةً بالرصاص الحوثي وشظايا القذائف وانفجار الألغام الأرضية.
وفي منتصف العام الماضي أعلنت مؤسسة (ماعت) للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أن المرأة اليمنية تدفع ثمن انتهاكات الحوثيين في اليمن، وذلك خلال تقرير قدمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
ووفق التقرير، فإن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ترتكب انتهاكات واسعة بحق المرأة في اليمن منذ انقلابها على السلطة الشرعية في البلاد عام 2014، إذ تواجه النساء أنماطًا مختلفة من العنف، وهن أكثر ضحايا الحرب الحوثية، جسدياً ونفسياً ومعنوياً.
وكشف التقرير أن الإحصاءات التي توصلت إليها المؤسسة خلال السنوات الأربع الأخيرة من الحرب أكدت ارتكاب الحوثيين أكثر من 20 ألف حالة انتهاك بحق النساء في اليمن، ما بين القتل والإصابة والاعتداء الجسدي وحالات العنف، وبالأخص في المدن والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.
موقف الحكومة اليمنية كان رافضًا لما تعرضت له المرأة اليمنية من جرائم المليشيات الحوثية، حيث أكد وزير الاعلام اليمني، معمر الارياني، أن هناك آلاف القصص المؤلمة التي تجسد حجم معاناة المرأة في مناطق سيطرة المليشيا.
وفي اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، قال وزير الإعلام: "نتذكر في هذا اليوم مئات اليمنيات المغيبات لسنوات وأشهر في أقبية ومعتقلات مليشيا الحوثي غير القانونية، بتهم سياسية، ويتعرضنّ يوميًا للعنف والاعتداء والاستغلال وأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي".
وتستمر الفعاليات في مختلف مدن اليمن، على مدى 16 يومًا هي مدة الأيام الخاصة بمناهضة العنف ضد النساء، والتي انطلقت في 25 نوفمبر/تشرين الثاني وتنتهي في 10 ديسمبر/كانون الأول، الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان، كما تمر الأيام البرتقالية بتاريخ الفاتح من ديسمبر/كانون الأول المصادف لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.