"إخوان" تونس.. أفكار داعش تزحف للمدارس والمساجد
كشفت منظمة مدنية حكومية في تونس أن فكر داعش يزحف إلى المدارس والمساجد في غياب دور قوي للدولة ونشاط واسع للإخوان.
وقال "المرصد الوطني لمدنية الدولة" (حكومي)، في بيان، إن المنظمات المتطرفة تعمل على بثّ أيديولوجياتها في المجتمع التونسي دون رقابة ودون محاسبة، وذلك "في الوقت الذي ينكبّ فيه كبار المسؤولين في الدولة على قضايا تهمّ أشخاصهم وتتصل حصريا بمواقعهم في المناصب التي يحتلونها".
وأكد أنه "علِم هذا الأسبوع بحادثتين في غاية الخطورة"، تتعلقان بـ"سلوك عدد من المعلمين في مدرستين تقعان في معتمدية شربان" من محافظة المهدية الساحلية.
وأشار إلى أن "هؤلاء المعلمين يفرضون على التلاميذ، بلباسهم الرهباني الأفغاني المُخيف، دروسا خارجة عن المناهج التربوية الرسمية معتمدة على الحلال والحرام، مع منع الاختلاط بين الجنسين وحذف الصور من قاعات التدريس باعتبارها محرّمة، وإقامة الصلاة داخل القسم".
"المرصد الوطني لمدنية الدولة" ذكّر أن مسؤول التربية بالمهدية أنكر في تصريح لإحدى الإذاعات الخاصّة ما نُسب لهؤلاء المُعلمين من تجاوزات رغم وضوح الصور والشهادات، وهي ليست الأولى التي ينكر مسؤولون تونسيون تغلغل الفكر الإرهابي التكفيري العنيف في الأوساط الريفية التونسية على وجه الخصوص.
زراعة الفرقة والتكفير
الحادثة الثانية التي لفت المرصد إلى خطورتها على المجتمع التونسي، تتعلق بـ"تحريض إمام الجمعة بمعتمدية القطار من محافظة قفصة (جنوب غرب) على تلميذات يُمارسن الرياضة ضمن فريق نسائي لكرة القدم" واصفا نشاطهن بـ"الاختلاط المُحرّم وبممارسة الرذيلة".
المنظمة المدنية نددت بـ"شدّة" حول "هذه الممارسات الخطيرة على الناشئة وعلى المرأة عموما، والتي تندرج في إطار الانقلاب الأيديولوجي الرجعي المُسلّط على المجتمع التونسي".
ودعا المرصد السلطات التونسية ولا سيما منها وزارتا التربية والشؤون الدينية لفتح "تحقيق مُعمّق حول مُقترفي هذه الممارسات وحول الجهات السياسية التي تقف وراءهم"، في اتهام غير مباشر إلى الحركة الإخوانية "النهضة" التي يحملها التونسيون منذ سنوات مسؤولية ما آل إليه معيشهم من فرقة وتشرذم وتكفير البعض للبعض الآخر.
كما طالب بوجوب عزل المعلمين المتورطين في ترهيب الأطفال والأئمة التكفيريين عاجلا من مهامهم في مدرستي "شربان" ومن جامع "القطار"، والتحرّي الممنهج والصارم مع من تُوكل إليهم مهامّ تسمح بالتأثير على المجتمع".
وليست هذه المرة الأولى التي يهتز فيها المجتمع التونسي على أخبار انتشار الفكر الداعشي الإرهابي، فمنذ استيلاء "النهضة" على مقاليد الحكم ودواليب المجتمع التونسي 2011 ولا تكاد تغيب مثل هذه القضايا المدمرة لاستقرار المجتمع والأسرة ولعل أبرزها حادثة المدرسة القرآنية بالرقاب من محافظة سيدي بوزيد التي ملأت الساحة العامة سنة 2019.
ففي حادثة مدرسة الرقاب بينت التحقيقات بعد بروز النبأ تورط أطفال وشباب وكهول في الاغتصاب وغيرها من القضايا اللاأخلاقية والعنف والترهيب ومخالفات عديدة للقانون التونسي في فضاء مدرسة قرآنية واقعة بريف مدينة الرقاب غير خاضعة لرقابة الدولة التونسية ولا تتبع أيا من مناهجها التربوية والتعليمية بل تعتمد فكرا دينيا متشددا غريبا عن التونسيين وثقافتهم.
وسبق أن كشف المرصد عن انتشار أكثر من 20 ألف جمعية تعمل معظمها تحت غطاء العمل الخيري، وأغلبها مشبوهة في أعمالها ومصادر تمويلها وأهدافها.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز