أورهان باموق الحاصل على نوبل يتهكم على سياسات أردوغان الشمولية
الكاتب التركي المعارض أورهان باموق الحاصل على نوبل للآداب ينتقد سياسات أردوغان الشمولية وسيطرته على وسائل الإعلام.
وجّهَ الكاتب التركي أورهان باموق انتقادات إلى النظام الحاكم في بلاده، والذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان.
وقال الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب، خلال جلسة حوارية على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، إنّ الحكومة التركية تطبق السيطرة على وسائل الإعلام من خلال سياسات شمولية ودعائية.
وأضاف: "من محاسن هذه السياسة السيئة دفع المواطنين الأتراك إلى الهروب من مشاهدة الإعلام الرسمي والاتجاه لقراءة الكتب بدلاً من ذلك، وهذه المعادلة تحولت إلى نكتة وتندّر على النظام في الأوساط الثقافية بإسطنبول".
ويحلّ أورهان باموق ضيفاً على الدورة الـ٣٨ من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينعقد تحت شعار "افتح كتاباً تفتح أذهاناً"، حيث يستضيف المعرض أكثر من ٢٠٠٠ دار نشر من مختلف دول العالم، كما تحل دولة المكسيك ضيف شرف على الدورة المنعقدة حالياً.
وخلال الجلسة التي شهدت حضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحدث أورهان باموق عن نشأته في تركيا في بيئة اجتماعية تنتمي إلى الاتجاه العلمي، حيث كان والده وجده يعملان في مجال الهندسة، ليجد أورهان نفسه خارج التقليد المتوارث في العائلة، مقبلاً نحو الكتابة الأدبية.
وأوضح أن مسيرته بدأت في عام ١٩٧٤، وفي سجله العديد من الروايات، أشهرها "اسمي أحمر"، مشيرا إلى أن رواياته ترجمت لأكثر من ٣٠ لغة حول العالم.
وفي حديثه عن رواية "اسمي احمر" قال باموق: "لم تكن الرواية سهلة، واستعنت بكيفية الكتابات القديمة، وأجريت بحوثاً عميقة في التاريخ، وخرجت للشارع لأتعرف على تفاصيل كثيرة وجلست مع أشخاص عايشوا فترات قديمة جداً لأنجح في كتابة رواية من التاريخ.
وتابع: "الرواية مثل الشجرة فيها ملايين الأوراق وكثير من الأغصان، وتكبر وتتفرع كما تتفرع الشجرة، فأحياناً أقرر أن أكتب رواية في سنة أو سنتين ويطول بي الأمر إلى 4 سنوات، فالفروع كثيرة والإبداع لا ينتهي".
وفي ردّه على سؤال حول ما تثيره الانتقادات لديه، أشار أورهان باموق إلى أنه كان يرفض النقد في سنواته الأولى وكان يغضب من المناقشات والانتقادات.
وقال: "النقد الأدبي مقبول ولكنه أحيانا يتصاعد بشكل مزعج، وعندما يقولون أشياء سيئة عن أعمالك الأدبية يجب أن تدافع عن نفسك، لكن في العموم أنا كاتب سعيد وفي حالة جيدة جداً".
وللعولمة وإشكاليتها حيّز في حديث أورهان، إذ اعتبر أنه بقدر ما يرغب الناس في التحضر ومعاصرة العولمة، لكن يجب ألا ننسى التاريخ والحضارة التي ننتمي إليها.
وقال: "كتابي (اسمي أحمر) و(الكتاب الأسود) عدت خلالهما للقرن الـ 16 والـ 17، والحقيقة أن العولمة أثرت علينا ونحن نريدها، ولكن يجب أن نفكر أيضاً في ثقافتنا وتاريخنا".
وقبل ختام الجلسة توجه المحاور بسؤال: "لماذا تكتب؟"، وأجاب أورهان باموق بشكل أثار إعجاب الجمهور وولّد موجة من التصفيق، إذ قال: "اكتب لأنه ليس لدي عمل آخر، أحيانا أكتب لأنني غاضب، أكتب لأحدث تغييرا ما في حياة الناس، لأستمر بالحياة، أكتب لأنني أؤمن بالأدب، بسبب الشغف، أكتب حتى لا ينسانا أحد، أكتب لأنني أريد أن أكون سعيداً".
ويعتبر أورهان باموق من أشد المعارضين للنظام التركي، وسبق أن قال في تصريحات صحفية سابقة، "إن الحكومة التركية تستغل تهمة إهانة الرئيس طيب أردوغان لتخويف وإسكات المعارضة، وهذا يهدف لإرهاب الناس وتخويف البلاد حتى لا ينتقد أي شخص الحكومة".
وكان باموق واجه عام 2005 اتهامات أمام محكمة تركية نتيجة آرائه المعارضة للرئيس التركي، وصدر بحقه تهما تتعلق بـ"إهانة تركيا"، وذلك بعد تعليقات له بشأن قتل الأرمن والأكراد، إلا أنها أسقطت عنه فيما بعد.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز