رسالة كولومبوس لأمين خزائن الملك.. "شهادة ميلاد" أمريكا للبيع
وسط توقعات بجني نحو 1.5 مليون دولار تعرض للمرة الأولى نسخة من رسالة كريستوفر كولومبوس التي يعلن فيها اكتشاف أمريكا، للبيع بالمزاد.
ووفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية كتب كريستوفر كولومبوس في عام 1493 رسالة من شأنها تغيير مشهد العالم الحديث، كتب الرحالة الإيطالي الشهير بعد عودته إلى أوروبا رسالة إلى أمين الخزانة الملكية لويس دي سانتانجيل: "أبحرت إلى جزر الهند بالأسطول الذي أعطاني إياه الملك والملكة، ملوكنا، حيث اكتشفت عددا كبيرا من الجزر، التي يسكنها عدد لا يحصى من البشر. وقد استوليت عليها جميعا من أجل أصحاب السمو".
يقول كاتب سيرة كولومبوس، البروفيسور فيليبي فرنانديز أرميستو، إن الأحداث التي نقلتها الرسالة كانت "التقرير الأول عن رحلة غيرت العالم حقًا".
ويتوقع أن تباع ترجمة لاتينية نادرة لهذه الرسالة التي تعود إلى عام 1493، والتي طبعت في مطبعة قديمة لنقل أخبار "اكتشافات" كولومبوس إلى النخبة الأوروبية، بما يصل إلى 1.5 مليون جنيه دولار في مزاد بدار كريستي للمزادات هذا الشهر.
تشيد الرسالة بالأصول الطبيعية الغنية للجزر التي زارها كولومبوس، ويصور فيها السكان الأصليين "الخجولين للغاية" الذين التقاهم هناك على أنهم "غير مثيرين للريبة وكرماء للغاية"، لدرجة أنهم "مثل الحمقى". وينظر إليه المؤرخون الآن على أنه جزء من الدعاية التي تبشر ببداية الاستعمار الأوروبي للعالم الجديد.
كان المستكشفون الأوائل غير راغبين في الإبحار غربًا لأنهم لم يجرؤوا على المخاطرة بعدم القدرة على العودة إلى ديارهم، لكن كولومبوس تمكن من إقناع ملكي إسبانيا، الملك فرديناند الثاني والملكة إيزابيلا الأولى، بتزويده بأسطول من السفن حتى يتمكن من الإبحار غربًا وإيجاد طريق بحري جديد إلى آسيا، مما يمنع البرتغال من احتكار تجارة التوابل.
ولدى وصوله إلى الأرض، اعتقد أنه وصل إلى جزر الهند الغربية، ثم زار كوبا وهايتي وسان دومينغو.
تصور رسالة كولومبوس السكان الأصليين العراة الذين التقى بهم باعتبارهم "أبرياء سذج يعيشون حياة بسيطة في الغابة، وبالتالي فإنهم جاهزون للمهمة الحضارية التي أخذها الأوروبيون على عاتقهم في تعاملاتهم مع الشعوب في الأمريكتين وأفريقيا".
في وقت لاحق، وبصفته حاكما استعماريا وحشيًا ونائبا للملك، استغل كولومبوس بشكل منهجي شعب التاينو في منطقة البحر الكاريبي، وأجبرهم على استخراج الذهب تحت وطأة العقوبات القاسية، واستعبد مئات السكان حيث قام بشحنهم إلى إسبانيا لبيعهم، فيما ذبح آخرون أو تعرضوا للعنف والقسوة الشديدين.
كما أصيب البعض بأمراض فتاكة مثل الجدري والحصبة التي جلبها الإسبان، وتشير التقديرات إلى أنه في غضون بضعة عقود من وصول كولومبوس مات معظم شعب التاينو بسبب الاستعباد أو المذابح أو المرض.
وأصبح الجانب المظلم من التدخل الأوروبي في الأمريكتين معروفا بشكل أفضل، حيث يرى المؤرخون كولومبوس باعتباره "أول المستغلين وليس أول المستكشفين".
وفي الولايات المتحدة، تم هدم وتخريب تماثيل كولومبوس ومعالمه التذكارية، ولم تعد العديد من الولايات تعترف بيوم كولومبوس، وهو يوم عطلة فيدرالي، واختارت بدلا من ذلك الاحتفال بيوم الشعوب الأصلية.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNDcuMTUyIA==
جزيرة ام اند امز