"رجل الكهف" يظهر بأوكرانيا.. لماذا اختبأ 57 عاما بمنزله؟
أمضى الأوكراني ستيبان كوفالتشوك أكثر من 5 عقود مختبئا في غرفة بسقف منزل والديه هربًا من القوات النازية وخوفًا من تجنيده بالجيش الأحمر.
خلال رحلة إلى دير في قرية مجاورة عام 1942، سمع ستيبان ووالدته حكايات مرعبة عن النازيين الذين يختطفون الشباب الأوكرانيين ويرسلونهم للعمل بالسخرة، ما دفع الشاب الأوكراني آنذاك إلى اللجوء إلى العلية (غرفة صغيرة بسقف المنزل) وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
لكن انسحاب الألمان لم يكن كافيا للشاب الأوكراني للخروج من العزلة الاختيارية، بل ظل هناك لتجنب تجنيده في الجيش الأحمر، ولم يغادرها لمدة 5 عقود.
عملت شقيقته ميلانكا خياطة لإعالة شقيقها حيث كانت تجلب له الطعام والضروريات.
قال ستيبان لصحيفة "داي كييف" إنه "لا يكاد يمر يوم دون أن يدخل ثلاثة أو أربعة رجال باب منزلنا.. لكنني لم أغادر غرفتي مطلقا".
عاش ستيبان حياة هادئة إلى جانب والدته وشقيقته حتى وفاتها في أوائل الثمانينيات، ولم يغادر غرفته إلا بعد وفاة أخته بشكل مأساوي في عام 1999، بعد مرور 57 عامًا قضاها في الغرفة الصغيرة.
وخلال الأيام التي سبقت وفاة شقيقته، كان يأكل الخبز المجفف مع الماء.
بعد عشرة أيام من وفاة ميلانكا، غامر ستيبان أخيرًا بالخروج إلى ساحة المنزل الذي ظل داخله لمدة 57 عامًا.
وكشفت صورة التقطت له عام 1999 أن ستيبان كان رجلاً عجوزًا شاحبًا بعد سنوات من الاختباء.
ومنذ ذلك الوقت بدأ ستيبان يعيش حياة أكثر طبيعية وأعاد التواصل مع الأصدقاء القدامى، بما في ذلك جار كان "يركض معه حافي القدمين في طفولته".
قصة ستيبان تحاكي قصة رجل آخر، هو الجندي الياباني هيرو أونودا، الذي ظل لمدة 30 عامًا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في الغابة، ولم يكن يعلم أن الحرب قد انتهت.
قيل لضابط المخابرات الشاب في الجيش الإمبراطوري الياباني ألا يستسلم أو ينتحر تحت أي ظرف من الظروف، وكان عليه أن يستمر في القتال حتى النهاية.
قال هيرو في عام 2010: "كان كل جندي ياباني مستعدًا للموت، ولكن كضابط مخابرات، أُمرت بشن حرب عصابات وعدم الموت"
وقال "لقد أصبحت ضابطاً وتلقيت أمراً.. وإذا لم أتمكن من تنفيذه، سأشعر بالعار".
لكن أونودا - خبير البقاء على قيد الحياة المدرب تدريبًا عاليًا - قاد رفاقه القلائل الباقين على قيد الحياة إلى الغابة الجبلية داخل الجزيرة.