الشتاء يغير إيقاع الحرب.. روسيا ترفع نفقاتها وأوكرانيا تحشد الحلفاء
فيما تدفع روسيا بميزانيتها العسكرية لأقصاها تحشد أوكرانيا حلفاءها لتأمين الدعم قبل شتاء مُرّ، سيغير إيقاع الحرب المستعرة شرقي أوروبا.
والخميس، أعلنت روسيا زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع، مشددة على أنها مستعدة "لحرب هجينة" وطويلة بأوكرانيا في وقت يزور فيه حلفاء غربيون كييف للبحث في الطلبات الأوكرانية على صعيد المساعدة العسكرية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، بدأت أوكرانيا هجوما مضادا تواجه فيه صعوبات، في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو، لكنها تؤكد أنها بحاجة إلى دعم إضافي لصد روسيا التي تهدد أوروبا برمتها على ما ترى.
وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس في كييف، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.
ويزور أوكرانيا أيضا الخميس وزيرا الدفاع الفرنسي والبريطاني، عشية منتدى دولي ينتظم في كييف، مخصص لصناعات الدفاع.
"حرب هجينة"
في موسكو، عرض الكرملين أسباب زيادة النفقات العسكرية بنسبة 68% في 2024 مقارنة بالسنة السابقة ليصل إلى 10800 مليار روبل (106 مليارات يورو بسعر الصرف الحالي).
وتعتبر موسكو أن الغرب بدعمه كييف يشن "حربا هجينة" على روسيا لإخضاعها لهيمنته.
ويتوقع أن تشكل نفقات الدفاع حوالي 30% من إجمالي النفقات الفيدرالية في 2024 و6% من إجمالي الناتج المحلي، للمرة الأولى في تاريخ روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
ويؤشر حجم هذه النفقات إلى عزم موسكو على مواصلة هجومها الذي باشرته قبل سنة ونصف؛ فبعد سلسلة من الهزائم في 2022، تراجع الجيش الروسي إلى جنوب أوكرانيا وشرقها وتحصن فيهما.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "من البديهي أن هذه الزيادة ضرورة مطلقة لأننا في حرب هجينة".
الشتاء على الأبواب
ويتوقع زيلينسكي أن تهاجم موسكو خلال الشتاء على غرار ما فعلت العام الماضي منشآت الطاقة لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد.
وأكد زيلينسكي أن "الأمين العام للناتو، وافق على بذل جهود لمساعدتنا (..) في سبيل حشد صفوف أعضاء الحلف".
ويزور وزير الجيوش الفرنسية سيبستيان لوكورنو كييف الخميس، برفقة صناعيين في مجال الدفاع؛ للبحث في تطور المساعدة الفرنسية لأوكرانيا وفي شركات صناعية في إطار النزاع الذي يبدو أنه سيطول.
كما استقبل وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف نظيره البريطاني غرانت شابس وشكره له "دعمه الثابت"، مضيفا أنه "يركز على (مسألة) الدفاعات الجوية والمدفعية والأنظمة المضادة للمسيّرات". وقال أوميروف "الشتاء يحل قريبا لكننا مستعدون. نحن أقوى معا".