أوسكار "Moonlight".. أكبر من جائزة وأكثر من معادلة
جائزة الأوسكار التي نالها "Moonlight" حققت للفيلم كثيرا من المعادلات التي تتحقق لأول مرة في تاريخ الجائزة.
جاء فوز فيلم "Moonlight" أو "في ضوء القمر" بجائزة أوسكار أحسن فيلم لعام 2016 مفاجأة للكثيرين، ولكن أهمية هذا الفوز لا تنحصر في عنصر المفاجأة التي أدهشت كثيرين، ولا في الخطأ الذي حدث في إعلان فوزه، بعد الإعلان بداية عن فوز فيلم (لا لا لاند) بالجائزة؛ ولكن في كثير من الأحداث التي تتحقق لأول مرة في تاريخ الأوسكار.
فالفيلم هو العمل الثاني لمخرجه المغمور "باري جينكز"، كما أنه يعد أول فيلم يفوز بالأوسكار ويكون نجومه كلهم من أصحاب البشرة السمراء، بالإضافة إلى أنه أول فيلم يفوز من خلاله ممثل "مسلم" بجائزة أوسكار أحسن ممثل دور ثاني، والمقصود هنا الممثل ماهرشالا علي.
الفيلم يحكي قصة الطفل "شارون" الذي نشأ في أحد أحياء فلوريدا الفقيرة، لأم مدمنة مخدرات تقوم بتربيته بمفردها بدون زوج، لذا تنشأ علاقة بينه وبين أحد رجال العصابات تشبه علاقة الابن بأبيه.
شارون طفل رقيق غير عنيف، يمارس عليه زملاء المدرسة عنفا، من ذلك العنف المتوفر في مدارس الفقراء من السود والمهاجرين، حيث يكون لكل فصل قائد يفرض سطوته بقبضته. في هذا الجو نشأ شارون بين العنف والجريمة والمخدرات، ليدخل بدوره للإصلاحية، ويخرج منها ليصبح بدوره مروجا كبيرا للمخدرات.
الفيلم يسرد كل أحداثه تلك بسلاسة، ودون أي مشاهد عنف، بل هو يلجأ للإيحاء، فنحن لم نسمع طلقة رصاص واحدة، ولكننا نعلم أن زعيم المخدرات التي اتخذه "شارون" أباً قد قُتل، في إشارة إلى عنف حياة تلك النوعية من البشر.
أيضا، جاء هذا الأوسكار لفيلم حقق معادلات أخرى في تاريخ الأوسكار بخلاف موضوعه وأبطاله، حيث ردت الجائزة على الحملة التي شنت العام الفائت على لجنة تحكيم الجائزة بأنها عنصرية وضد السود والأقليات بوجه عام.
ومن الأرقام القياسية التي تم تحقيقها كذلك من خلال فيلم "Moonlight" أو "ضوء القمر" هو أنه واحد من أقل الأفلام التي نالت الأوسكار تكلفة، حيث تم إنتاجه بميزانية لا تتخطى مليون ونصف دولار (بدون ميزانيات التسويق)، ليكون بذلك أرخص فيلم يحصل على جائزة الأوسكار منذ فيلم "مارتي 1955"، من إخراج "ديلبرت مان"، ولو وضعنا في حسبانا عامل التضخم، فإن "ضوء القمر" يعد أرخص فيلم يفوز بجائزة الأوسكار في التاريخ.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA=
جزيرة ام اند امز