لماذا يخشى أردوغان عثمان كافالا؟ "نيويورك تايمز" تجيب
كافالا المعروف بنشاطاته الخيرية يواجه اتهامات بالتجسس والتواصل مع جماعات إرهابية ومحاولة الإطاحة بالنظام
في صباح صاخب من شهر فبراير/شباط الماضي، برّأت محكمة تركية رجل الأعمال عثمان كافالا من اتهامات تتعلق بمحاولة الإطاحة بحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
واعتبر الحكم حينها غير متوقع، لذلك لم يكن مستغربا أن تعيد السلطات التركية اعتقال كافالا حتى قبل أن يرى النور، في اتهامات جديدة تتعلق بالانقلاب المزعوم الذي جرت وقائعه في البلاد عام 2016.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلطت الضوء على قضية رجل الأعمال التركي كنموذج على ما عدته غيابا للعدالة في البلاد.
وقالت الصحيفة إن قضية كافالا واحدة من نصف مليون محاكمة جارية في ظل الإجراءات القمعية للحكومة منذ محاولة الانقلاب عام 2016، لكنها واحدة من الأكثر إرباكا.
ويواجه كافالا المعروف بنشاطاته الخيرية اتهامات بالتجسس وصلاته بجماعات إرهابية ومحاولة الإطاحة بالحكومة.
ورغم اعتياد تلفيق الاتهامات في تركيا لمعارضي أردوغان، وصف محامون مخضرمون المزاعم ضد كافالا بـ"السخيفة"، بحسب "نيويورك تايمز".
من هو عثمان كافالا؟
ينحدر كافالا (63 عاما) من عائلة تعمل بتجارة التبغ، انتقلت من مدينة كافالا في شمال اليونان إلى إسطنبول في العشرينيات، في إطار تبادل السكان بين البلدين بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.
درس الإدارة بجامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، والاقتصاد في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، كما اتجه لتحضير الدكتوراه بجامعة ذا نيو سكول للبحوث الاجتماعية في نيويورك، لكنه قطع دراسته عندما توفي والده عام 1982.
وعندما بلغ 26 عاما، عاد إلى إسطنبول وتسلم مجموعة شركات كافالا، وفي 1988، تزوج عايشة بورا عالمة اجتماع.
وسرعان ما بدأ تنويع أعمال العائلة، كما أسهم في تأسيس شركة النشر "إليتيسم" التي أصبحت أداة مهمة للأفكار الديمقراطية في وقته، خاصة بعد الانقلاب العسكري عام 1980 (انقلاب عسكري جرى في 12 سبتمبر بقيادة الجنرال كنعان ايفرين الذي نشأ على معتقدات مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك، وكان أول من حذر من مخاطر التنظيمات الإسلاموية)، عندما كانت هناك ندرة في المؤسسات الديمقراطية.
وفي وقت لاحق، أصبح كافالا أكثر اهتماما بالقضايا البيئية والحقوق المدنية في بلاده.
وقالت زوجته عايشة بورا، خلال مقابلة مؤخرا، أن وصول أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ إلى تركيا منذ 2011 كان بمثابة حدث جلل في حياة زوجها.
وتشير بورا إلى تدفق اللاجئين السوريين إلى بلادها مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وانخراط أنقرة في دعم تنظيمات إرهابية في البلد الجار.
وكان كافالا يزور مدينة غازي عنتاب، أثناء عمله على مشروع للاجئين السوريين في أكتوبر/تشرين الأول، عندما تم سجنه، حيث صعدت الشرطة على متن طائرته في إسطنبول واقتادته قبل السماح للركاب بالنزول.
لماذا يكره أردوغان كافالا؟
وتجيب "نيويورك تايمز" عن هذا السؤال قائلة إن كافالا يمثل كل القيم التي يسعى أردوغان للقضاء عليها في بلاده؛ الديمقراطية واحترام الاختلاف والتنوع والانفتاح على الآخر.
وأوضحت أسينا جونال، مديرة منظمة "أناضول كورتور"، وهي منظمة غير حكومية معنية بالتبادل الثقافي ويترأسها كافالا، أن عثمان يمثل ثقافة مختلفة عن الرئيس وأنصاره؛ فهو "شخص منفتح ومثقف يتحدث الإنجليزية ويمكنه التحدث مع الأجانب، وناشط مجتمعي، وهو شيء يرونه خطيرا."
ومع إمضاء كافالا 16 شهرا في السجن دون معرفة الاتهامات ضده، وجهت وسائل الإعلام الموالية لأردوغان وحتى الرئيس نفسه له اتهامات شائنة.
وطبقا للصحيفة الأمريكية، يقول بعض المحللين أن عمله مع الأرمن والأكراد كان وراء كراهية المؤسسة الأمنية التركية لرجل الأعمال المناصر للديمقراطية.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA==
جزيرة ام اند امز