ورزازات اكتسبت شهرتها بفضل طبيعة بيوتها التقليدية القديمة التي جذبت مخرجي الأفلام السينمائية والأغاني الأجنبية للتصوير فيها
تعتبر مدينة ورزازات في الجنوب الشرقي من مملكة المغرب مدينة سياحية حديثة النشأة، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1920.
كانت ورزازات عبارة عن ثكنة عسكرية استعمرها الفرنسيون خلال فترة احتلالهم المغرب، واكتسبت المدينة شهرتها بفضل طبيعة بيوتها التقليدية القديمة التي جذبت مخرجي الأفلام السينمائية والأغاني الأجنبية للتصوير فيها، لا سيما وأنها مركز سياحي عالمي في الصحراء المغربية.
تعود قصة المدينة إلى عشرات السنين، ففي سنة 1962 اختار المخرج الإنجليزي، دايفيد لين، المدينة المغربية لتصوير فيلمه الشهير "لورنس العرب"، الذي شارك في بطولته الممثل المصري عمر الشريف.
وتم تصوير "لورنس العرب" ودخل تاريخ السينما العالمية وحققت معه مدينة "ورزازات" مجد الشهرة لتصبح قبلة أشهر المخرجين السينمائيين، الذين فضلوا المدينة فيما بعد لتصوير مشاهد وصلت لكل العالم.
وهكذا تحولت أرض "ورزازات" الدافئة إلى ركح مسرح كبير لتجسيد أدوار لأشهر الأسماء في العالم، وسط بيئة مثالية للسينما الهوليودية، والتي تعتمد على التجسيد الفني. ويتوفر في "ورزازات" كل ما يتعلق بالإنتاج السينمائي، من معامل وقاعات مونتاج ومتاجر ومطاعم وفنادق ومركز للتكوين السينمائي.
وقد ساهم ارتباط ورزازات بالفن السابع في تحقيق نقلة نوعية للمدينة وانعكست الأرباح التي تدرها الأفلام السينمائية على تنمية المنطقة وساهمت في خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، وبالمقابل تحملت المدينة ضريبة الفن والآثار الناجمة عن دخول ثقافات وجنسيات مختلفة لمدينة محافظة، فأصبح الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والمكونات الثقافية تحدياً كبيراً يواجه ساكني المدينة.