ما يميز قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، هو أنها في تخطيطها للمستقبل تضع في اعتبارها كل التطورات الممكنة وسيناريوهات التعامل معها
"الدواء والغذاء خط أحمر ولا تشيلون هم أبداً".. كلمات قليلة العدد أطلقها قبل أيام الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، لكنها عميقة المعنى والمضمون من قائد استثنائي حاسم وحازم عندما يتعلق الأمر بأمن وطنه وشعبه.. كلمات تجسد فلسفة رائدة في الحكم والإدارة، أساسها إحساس القيادة الرشيدة بمسؤوليتها عن سلامة ورفاهية شعبها وأمنه الشامل، وسعيها الدؤوب من أجل توفير الحياة الكريمة لأبنائه وكافة المقيمين على أرضه بشكل دائم ومستدام، في أوقات الرخاء والازدهار، كما في أوقات الأزمات والطوارئ، كتلك التي نمر بها اليوم في مواجهة وباء "كوفيد-19" الذي يضرب العالم كله، شرقاً وغرباً، بلا هوادة.
ما يميز قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، هو أنها في تخطيطها للمستقبل تضع في اعتبارها كل التطورات الممكنة وسيناريوهات التعامل معها، وتعمل على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل متعدد الأبعاد، وأحد هذه الأبعاد وأهمها هو الأمن الغذائي.
ما يميز قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، هو أنها في تخطيطها للمستقبل تضع في اعتبارها كل التطورات الممكنة وسيناريوهات التعامل معها، وتعمل على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل متعدد الأبعاد، وأحد هذه الأبعاد وأهمها هو الأمن الغذائي، الذي يعني ضمان توفر الغذاء بشكل مستدام في جميع الظروف والأوقات. فهذه مسألة حيوية لأمن أي مجتمع، لذا وضعتها قيادتنا الرشيدة في قمة أولوياتها، ليس الآن، ولكن منذ سنوات.
واتخذت العديد من الإجراءات والخطوات المهمة في هذا الصدد، من ذلك على سبيل المثال، تعيين وزيرة للدولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، لتكون أول وزيرة للأمن الغذائي في العالم، وإطلاق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في نوفمبر 2018، وهي الاستراتيجية التي حدّدت أصناف الغذاء الرئيسة، وحدد خمسة محاور أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، وهي: تسهيل تجارة الغذاء وتنويع مصادر استيراد الغذاء، وتطوير إنتاج محلي مستدام ممكن بالتكنولوجيا لكامل سلسلة القيمة.. والحد من فقد وهدر الغذاء، وضمان سلامة الغذاء وتحسين نظم التغذية لكل أفراد المجتمع، وتعزيز القدرة على مواجهة المخاطر والأزمات.
وتشكيل مجلس الإمارات للأمن الغذائي في يناير 2020، بهدف تعزيز منظومة حوكمة ملف الأمن الغذائي بين مختلف الجهات في الدولة، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي. وأخيراً اعتماد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في نهاية مارس الماضي، قانوناً اتحادياً بشأن تنظيم المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية في الدولة، بهدف تنظيم المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية في حال حصول أزمات وطوارئ وكوارث، وتحقيق الاستدامة في مجال الغذاء.
هذه الخطوات والقرارات تؤكد أن قيادتنا الرشيدة كانت تضع ملف الأمن الغذائي في قمة أولوياتها قبل أزمة وباء كورونا المستجد، بل إن هذا النهج من التفكير والاهتمام بالأمن الغذائي قد بدأ مع بداية نشأة الإمارات نفسها، فجميعنا يتذكر المقولة الخالدة للمغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، التي قال فيها "أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة"، وحرصه رحمه الله على تذليل كافة الصعاب من أجل زيادة الإنتاج الزراعي المحلي لتحقيق الأمن الغذائي.
والمهم في كل هذه الجهود والمبادرات، أنها تؤكد أن لدى قيادتنا الرشيدة الاستراتيجيات المسبقة والخطط المدروسة للتعامل مع هذا قضية الأمن الغذائي بحكمة وحسم في أوقات الأزمات والطوارئ، ولذا فلا قلق من أية تأثيرات سلبية محتملة قد تترتب على وباء كورونا المستجد، وكيف نقلق وقيادتنا الرشيدة تعتبر توفير الغذاء والدواء خط أحمر، وعهدنا بقيادتنا الرشيدة أنها عندما تقول تفعل، بل إنها تفعل أكثر مما نتوقعه من دون أن تقول أو تعلن، لأنها قيادة أفعال وإنجازات، يشهد لها العالم كله بذلك، ولسنا نحن فقط.
أمننا الغذائي في أيدي أمينة، وقيادتنا الحكيمة لديها الاستراتيجيات والخطط الاستباقية الكفيلة بالتعامل مع أية تحديات طارئة أو محتملة، ولديها قبل ذلك الإرادة والعزيمة والقدرة على مواجهة أي تحد، مهما كانت طبيعته أو صعوبته، لأنها قيادة لا تعرف المستحيل، ولا تتهاون في كل ما يخص أمن شعبها ورفاهيته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة