موجة غضب جراء اختيار "متشددة" سفيرة لإسرائيل بلندن
هوتوفيلي تتصف نفسها بأنها "يمينية دينية" وترفض المطالبات الفلسطينية بأي جزء من الضفة الغربية أو غزة أو القدس الشرقية.
أثار تعيين يهودية متشددة سفيرة جديدة لإسرائيل بالمملكة المتحدة استياء قطاعات من الجالية اليهودية البريطانية، ودعا البعض الحكومة إلى رفض قبول الترشيح.
وعيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تسيبي هوتوفيلي، وزيرة المستوطنات، خلفًا لمارك ريجيف، الذي استقال من منصبه كسفير لدى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وهوتوفيلي مؤيدة متشددة لضم الأراضي الفلسطينية، تصف نفسها بأنها "يمينية دينية" وترفض المطالبات الفلسطينية بأي جزء من الضفة الغربية أو غزة أو القدس الشرقية.
وفي خطاب ألقته عام 2015، قالت إن "إسرائيل حاولت جاهدة أن ترضي العالم. هذه الأرض لنا. كل هذا لنا. لم نأت هنا للاعتذار عن ذلك".
يأتي الإعلان عن تعيين هوتوفيلي في الوقت الذي تستعد فيه حكومة نتنياهو الائتلافية لضم حوالي ثلث الضفة الغربية في خطوة أثارت انتقادات شديدة لخرقها القانون الدولي.
والأسبوع الماضي، أبلغ رئيس الوزراء بوريس جونسون مجلس العموم البريطاني بأن حكومته "اعترضت بشدة" على الخطة وأعادت تأكيد دعمها لحل الدولتين.
في المقابل، حذر خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة من أن خطة توسيع السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وغور الأردن ترقى إلى جريمة "الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين".
وقال الخبراء، في بيان الأسبوع الماضي، "ما يتبقى من الضفة الغربية سيكون بانتوستان (مناطق إقليمية منفصلة في ظل نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا) فلسطيني، وجزء من الأراضي غير المتصلة محاطة بالكامل بإسرائيل وبدون اتصال إقليمي بالعالم الخارجي".
كما أعرب أساقفة كانتربري وويستمنستر عن "معارضتهما لأي خطوة إسرائيلية لضم أراضي الضفة الغربية" في رسالة إلى جونسون والسفير ريجيف.
وقال جاستن ويلبي وفنسنت نيكولز، زعيما الطائفتين الإنجليكانية والكاثوليكية في إنجلترا، إن السلام والأمن "لا يمكن ضمانهما إلا من خلال المفاوضات بدلاً من الضم".
وفي سياق متصل، وقع 800 يهودي بريطاني على التماس نشرته مجموعة حملة "نعمود" (نواجه) المناهضة للاحتلال على الإنترنت تسلط الضوء على "سجل مروّع لهوتوفي للسلوك العنصري والتحريضي" وتدعو حكومة المملكة المتحدة لرفض ترشيحها كسفيرة، بينما جمع التماس مضاد يدعم هوتوفيلي 240 توقيعًا.
وقال متحدث باسم "نعمود": "من الواضح أن هناك اضطرابات متزايدة في مجتمعنا حول تجاهل إسرائيل الصارخ لحقوق الإنسان، ويدرك الناس بشكل متزايد أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف".
كما انتقدت لورا جانر كلاوسنر، وهي حاخام بارز في طائفة اليهودية الإصلاحية، سجل هوتوفيلي، وقالت: "إن وجهات نظرها السياسية بشأن الفلسطينيين، وضمها والتعددية الدينية تتعارض مع قيمنا الأساسية".
وقال زميلها في حزب "العمال" اللورد بيتشام لصحيفة "جوديال كرونيكل": "إن تعيين سفير يميني متطرف، على الرغم من كونه نموذجًا لحكومة إسرائيل الحالية، لن يفعل شيئًا لكسب أصدقاء في المملكة المتحدة - أو في الواقع أي دولة أخرى عقلانية".