كيف ينقذ العلاج بالأكسجين المرضى بعد إصابات الدماغ؟
تتيح لنا مهارات التعلم الحركي، التنقل وتعليم أنفسنا المشي والجري والتقاط المشروب، لكن العمر والمرض يمكن أن يضعفا قدرتنا على تعلم المهام الحركية.
ووجد العلماء، الذين يدرسون تأثير مكملات الأكسجين على التعلم الحركي، علاجاً واعداً يمكن أن يساعد المرضى الذين عانوا من صدمة عصبية على استعادة المهارات القديمة. ونُشِرت هذه النتائج، الأربعاء، في دورية "فرونتيرز إن نيروساينس".
يقول الدكتور مارك داليكي، الذي يعمل الآن في الجامعة الألمانية للصحة والرياضة في برلين، وكبير مؤلفي الدراسة: "العلاج البسيط والسهل باستخدام الأكسجين بنسبة مائة في المائة، يمكن أن يحسِّن بشكل كبير عمليات التعلم الحركي البشري".
ويوضح: تحتاج أدمغتنا إلى الكثير من الأكسجين، وتتناقص الوظيفة الإدراكية في السياقات منخفضة الأكسجين، بينما تتعافى في السياقات التي ترتفع فيها نسبة الأكسجين، ويستخدم بالفعل توصيل مائة في المائة من الأكسجين للمساعدة في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من المهارات الحركية في المرضى الذين يعانون من إصابات عصبية.
ويعتمد التعلم الحركي بشكل خاص على معالجة المعلومات المعتمدة على الأكسجين ووظائف الذاكرة، ويتعلم البشر عن طريق التجربة والخطأ، لذا فإن القدرة على تذكر ودمج المعلومات من التجارب السابقة أمر بالغ الأهمية للتعلم الحركي الفعال، فهل يمكن لمكملات الأكسجين أثناء تعلم مهمة حركية أن تساعد الناس على التعلم بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما يوفر الأمل لمرضى إعادة التأهيل العصبي؟.
يقول داليكي، الذي قاد البحث التجريبي في كلية علم الحركة في جامعة ولاية لويزيانا: "كانت لدي هذه الفكرة في ذهني لما يقرب من عقد من الزمان، ووعدت نفسي بالتحقيق فيها بمجرد أن أكوّن مختبري البحثي الخاص".
وقام داليكي وتشانغ وانغ بتجنيد 40 مشاركاً، 20 منهم تلقوا مائة في المائة أكسجين عند الضغط الطبيعي و20 منهم حصلوا على هواء طبي (21% أكسجين) من خلال قنية أنفية.
واختار داليكي، مهمة حركية مرئية بسيطة تتضمن رسم خطوط بين أهداف مختلفة على جهاز لوحي رقمي باستخدام قلم، وتم تصميم المهمة لاختبار مدى سرعة تمكن المشاركين من دمج المعلومات من العين واليد، وهو جزء مهم من التعلم الحركي، وبعد أن تم تعلم المهمة، تم تغيير محاذاة المؤشر والقلم لمعرفة مدى فعالية تكيف المشاركين مع التناقض، ثم إعادة تنظيمهم لجلسة أخيرة لمعرفة كيفية تكيفهم مع إعادة المحاذاة.
يقول وانغ: "أدى العلاج بالأكسجين إلى تعلم أسرع بشكل كبير وحوالي 30% أفضل في مهمة التكيف الحركي البصري النموذجية، ونظهر أيضاً أن المشاركين كانوا قادرين على تعزيز هذه التحسينات بعد إنهاء العلاج بالأكسجين".
ووجد العلماء أن المشاركين الذين تلقوا الأكسجين تعلموا بشكل أسرع وكان أداؤهم أفضل، وقد امتدت التحسينات إلى الجلسات اللاحقة للمهمة، عندما لم يتم إعطاء الأكسجين.
ويخطط الباحثون للتحقيق في الآثار طويلة المدى لمكملات الأكسجين على التعلم واختبار التدخل مع مهام التعلم الحركي الأخرى.
ويقول داليكي: "خطتنا المستقبلية هي التحقيق فيما إذا كان هذا العلاج يمكن أن يحسِّن أيضاً عمليات التعافي الحركي بعد صدمة الدماغ".
aXA6IDMuMTQ0LjguNzkg جزيرة ام اند امز