بينها «بيجر».. وسائل حزب الله «البدائية» التي لم تحمه من الخرق
على مدار السنوات حاول حزب الله حماية نفسه وعناصره عبر أجهزة اتصال ورسائل مشفرة وهواتف أرضية، وغيرها من التقنيات القديمة ظنا منه أنه بات بمنأى عن الخرق في مواجهة التكنولوجيا الإسرائيلية.
لكن يبدو أن الوسائل البدائية لم تحمه من الخرق، بل تعدى الأمر لتفجير تلك الأجهزة في أجساد وأيادي كل من يحملها من عناصر الحزب حتى طالب السفير الإيراني في بيروت.
وأصيب المئات من عناصر حزب الله بصورة بالغة، الثلاثاء، في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وكذلك في سوريا بعد انفجار أجهزة اتصال محمولة (بيجر) يستخدمونها في "أكبر اختراق أمني" تعرضت له الجماعة.
أجهزة بدائية
ويستخدم "حزب الله"، المدعوم من إيران، استراتيجيات منخفضة التقنية لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لخصمه، إضافة إلى تكنولوجيات خاصة به، مثل الطائرات دون طيار، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية.
ووصف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأنها استراتيجية "تعمي" إسرائيل، لكن ما قاله أثبت الخرق عكسه.
وبحسب 6 مصادر مطلعة على عمليات حزب الله لرويترز، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها لمناقشة مسائل أمنية حساسة، فقد تعلم الحزب من خسائره وقام بتعديل تكتيكاته ردا على ذلك.
وذكر اثنان من المصادر أن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة لصالح وسائل الاتصال القديمة.
كما يستخدم الحزب شبكة اتصالات ثابتة خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي حالة سماع المحادثات، يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات، وفقا لمصدر آخر مطلع على لوجستيات الحزب.
وقال المصدر إنه يتم تحديثها يوميا تقريبا وتسليمها إلى الوحدات عبر البريد.
البيجر
وجهاز مناداة أو «بيجر» أو النداء الآلي، هو جهاز إلكتروني صغير يسهل حمله ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو رقم الشخص الذي يحاول الاتصال بالجهاز.
جرى تطويره في الستينيات من القرن الماضي لأغراض الاتصالات الطارئة، ويعمل على مبدأ إرسال إشارات رقمية عبر المتردد اللاسلكي لإبلاغ المستخدم أن شخصا ما حاول الاتصال به.
قبل انتشار الهواتف المحمولة. كان «البيجر» وسيلة شائعة للاتصال وكان يستخدمه الناس للتواصل مع الأطباء وغيرهم ويستعمل خصوصا بالمناوبات الليلية، وأيضا في المجال الأمني والعسكري.
التكنولوجيا الإسرائيلية
وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في الضربات التي تشنها إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه كاميرات أمنية، وأنظمة استشعار عن بُعد مدربة على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع بدون طيار عبر الحدود للتجسس على خصومه.
ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل - بما في ذلك اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر - على نطاق واسع من بين أكثر العمليات تطوراً في العالم.
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز