«فورين بوليسي»: نتنياهو يسير إلى فخ إيران وحزب الله
يسير رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى فخ نصبته إيران وجماعة حزب الله في لبنان، على ما ترى مجلة "فورين بوليسي"، الأمريكية.
وأوضحت المجلة في تقرير لها أن طهران تعتمد استراتيجية تقوم على إبقاء إسرائيل تحت ضغط مستمر واستنزافها في صراعات طويلة على الحدود، وتتصرف حكومة نتنياهو وفق نهج وكأنه لصالح إيران.
وقالت المجلة إن استراتيجية إيران ترتكز على اعتقاد مرشدها علي خامنئي وأيضا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الإسرائيليين سيغادرون البلاد إذا شعروا باستمرار بضغوط من التهديدات العسكرية.
وفي خطاب في يناير/كانون الثاني الماضي، قال نصر الله إن الإسرائيليين ليسوا متجذرين في الأرض وتحت الضغط سيفرون منها في حين اعتبر خامنئي أن "الهجرة العكسية" من شأنها أن تعني نهاية إسرائيل.
وبحسب هذا المنطق، تبدو الاستراتيجية المناسبة طويلة الأجل في مواجهة إسرائيل هي إجبارها على القتال على جميع الجبهات أي في غزة، وعلى حدودها الشمالية مع لبنان، وفي الضفة الغربية.
وعقب اغتيال إسرائيل للقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر وبعد ساعات اغتيالها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، وعد كل من خامنئي ونصر الله بـ"رد قاس" لكنهما حتى الآن تجنبا التصرف بطريقة قد تؤدي إلى التصعيد وعندما ردت الجماعة اللبنانية أخيراً، ادعى أمينها العام تحقيق نجاح كبير حتى يتجنب القيام بالمزيد.
ومع ذلك يبدو أن خامنئي ونصر الله عازمان على إبقاء إسرائيل تحت الضغط المستمر من أجل استنزافها عسكريا مع عزلها سياسيا على المسرح العالمي لأن هذا هو جوهر استراتيجية إيران وفقا لـ"فورين بوليسي".
وفي مارس/أذار الماضي، قال خامنئي إن إسرائيل "تعاني من أزمة لأن دخولها غزة أوقعها في مستنقع" وأضاف "وإذا خرجت من غزة اليوم، فإنها ستفشل.. وإذا لم تخرج، فإنها ستفشل أيضاً".
واعتبرت "فورين بوليسي" أن السياسات الإسرائيلية الحالية تسهم في نجاح استراتيجية طهران حيث تخوض تل أبيب حروب استنزاف في غزة، وعلى حدودها الشمالية، وعلى نحو متزايد في الضفة وهذه الحروب في مجموعها ترقى إلى كونها مباراة وفقا لشروط إيران وهذا لا يعني أنه يتعين على إسرائيل أن تسعى لحرب شاملة مع حزب الله أو إيران لكنها تحتاج إلى استراتيجية جديدة، بحسب المجلة الأمريكية.
وتتطلب الاستراتيجية الجديدة عددا من القرارات الصعبة لكنها ضرورية من جانب نتنياهو وأيضا من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ويتعين على خليفته أن يكون مستعدًا لاتخاذ خطوات تجعل بعض هذه الخيارات الصعبة أسهل للتبرير.
وبالنسبة لإسرائيل، يجب أن تبدأ الاستراتيجية الجديدة بإنهاء الحرب في غزة وهو ما تعمل عليه إدارة بايدن من خلال تسهيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى.
وفي حال فشل التوصل لصفقة فإنه يجب أن على إسرائيل إنهاء الحرب وهو ما يتطلب أن يكون نتنياهو قادرا على ادعاء النجاح على أساس تفكيك جيش حماس، وتدمير الكثير من بنيته التحتية العسكرية وأسلحته حسب تعبير "فورين بوليسي" التي قالت إن إسرائيل تقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف بعدما نجحت في تفكيك حماس كقوة عسكرية، وتفكيك جزء كبير من بنيتها التحتية.
وسيفرض إنهاء الحرب ضغوطا كبيرا على زعيم حماس يحيى السنوار لإطلاق سراح الأسرى وقد تظل المفاوضات مستمرة بشأن تسلسل ووتيرة انسحابات إسرائيل والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم لكن إسرائيل ستكون قادرة على إخبار مواطنيها بأنها تنهي الحروب بشروطها.
وبعد إنهاء حرب غزة سيكون بإمكان إسرائيل معالجة الحدود الشمالية حيث أوضح نصر الله أنه سيتوقف عن إطلاق الصواريخ إذا كان هناك وقفا لإطلاق النار في غزة وهو ما يمهد الطريق لعودة النازحين على جانبي الحدود إلى منازلهم.
وحتى لو كانت إيران تفضل استمرار حرب الاستنزاف فإن نصر الله لا يفضلها في ضوء الثمن الباهظ الذي دفعته قاعدة الحزب في جنوب لبنان مع اضطرار نحو 100 ألف لبناني لمغادرة منازلهم.
ولن يعود 60 ألف نازح إسرائيلي إلى منازلهم إلا إذا تأكدوا من عدم عودة قوات حزب الله إلى الحدود لكن قوات حفظ السلام الدولية أثبتت كما أثبت الجيش اللبناني عدم قدرتهم على منع الحرب وقد يكون الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لرد حزب الله هو الالتزام بدعم إسرائيل.
وبدلاً من القول إن واشنطن لا تستطيع منع الإسرائيليين من التحرك، يحتاج نصر الله إلى معرفة أن الولايات المتحدة ستدعم التحرك الإسرائيلي إذا انتهك الحزب الاتفاق خاصة وأن الجماعة اللبنانية تفهم عواقب الحرب الشاملة، كما أنها الوكيل الوحيد الذي لا تستعد إيران للتضحية به.
وبالنسبة للجبهة الثالثة في الضفة الغربية، فلا يمكن لإسرائيل أن تنتهج ببساطة سياسة عقابية وعليها أن تعالج الأرض الخصبة التي تستغلها إيران هناك وأن تسمح للفلسطينيين الذين تم فحصهم بالعمل في إسرائيل مرة أخرى بهدف تقليل البطالة وتقليل الضغوط الاقتصادية العميقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية كما يتعين عليها اتخاذ إجراءات أكثر حزما ضد عنف المستوطنين، على حد قول "فورين بوليسي".
لكن وجود الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الحالية، يعني أنه لن يتغير أي شيء لأنهما يريدان انهيار السلطة الفلسطينية لكن ذلك سيترك فراغا في الضفة سيرحب به الإيرانيون.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز