الشيخ "مرعب" يصدم اللبنانيين بصورة مرعبة لمريض ربو في مسجد.. ماذا يفعل؟

صورة تعكس وجع اللبنانيين، نشرها إمام وخطيب جامع الإمام علي بن أبي طالب في بيروت، الشيخ حسن مرعب، عبر صفحته على "فيسبوك".

الصورة أظهرت رجلاً طاعناً في السن يقرأ القرآن داخل المسجد، وأنبوب التنفس مثبت على أنفه وموصول بآلة أكسجين يضعها أمامه، وأرفق الشيخ "مرعب" الصورة بتعليق "أحد المصلين مصاب بمرض الربو.. لجأ إلى المسجد فجراً لتشغيل آلة الأكسجين ليستفيد من فترة تشغيل مولد المسجد مما اضطرنا لعدم إطفائه بعد انتهاء الصلاة من أجله، وذلك لعدم توفر الكهرباء ولا اشتراك المولدات في منزله".

تعكس الصورة وجع كل اللبنانيين الذين أثقلت الأزمات كاهلهم، فخلف جدران كل منزل حكاية ألم، من انقطاع الكهرباء والدواء والبنزين والمازوت وعدم القدرة على تأمين الاستشفاء، إلى الفقر والبطالة والحرمان وغيرها الكثير.

• انقطاع الكهرباء.. انتفاضة في إيران واحتجاجات بالعراق وأزمة لبنانية

وفي اتصال مع "العين الإخبارية" أكد الشيخ "مرعب" أن "الرجل من سكان الطريق الجديدة، اعتاد أن يقصد المسجد لأداء فريضة الصلاة، إلا أنها المرة الأولى التي يجلب معه آلة الأكسجين بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فشركة كهرباء لبنان تقطع التيار حوالي ٢٠ ساعة في اليوم، كما أن المولدات اضطرت إلى التقنين لشح المازوت في السوق".

وأضاف: "تفاجأت بالرجل جالس أرضاً يضع آلة الأكسجين، وبعد أن كنت أريد إطفاء المولد، أشفقت عليه، فتركته يعمل نحو ساعة على الرغم من المبلغ المالي الكبير الذي يكلفنا تشغيله، وذلك إلى حين تمكن الرجل من أخذ كمية الأكسجين المطلوبة".

وعن تعليق الشيخ "مرعب" على الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني أجاب "ألا لعنة الله على من أوصلنا إلى هذا الحال"، مضيفاً: "الرجل ليس فقيراً، فهو يملك محلاً لبيع الفحم في المنطقة، ونحمد الله أن حاله مستور، لكن مولد الكهرباء حيث يشترك لا يعمل لفقدان المازوت، وقد تواصل معي شخص من أستراليا لشراء مولد خاص له كان جوابي، أن القضية لا تتعلق بالمولد فالمشكلة في كيفية تأمين المحروقات لتشغيله".

وتغرق مناطق لبنان في الظلام، وسبق أن نشر والد من طرابلس مقطع فيديو وهو يحمل ابنته وفي يده آلة أكسيجين، يستنجد تأمين الكهرباء لها كي لا تدفع حياتها ثمناً للظروف التي يمر بها البلد.

ومعاناة اللبنانيين من مشكلة التقنين الكهربائي تعود إلى ثلاثة عقود ما يجبر غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى لأصحاب المولدات الخاصة، إلا أن المشكلة زادت في الأيام الأخيرة بسبب شح الوقود الضروري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء، والمازوت المستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، وذلك لتأخر مصرف لبنان في فتح اعتمادات للاستيراد، بعد نضوب احتياطي الدولار.