انقطاع الكهرباء.. انتفاضة في إيران واحتجاجات بالعراق وأزمة لبنانية
تصدرت أزمة انقطاع الكهرباء، قمة المشاكل في العراق ولبنان وإيران، دون حلول، في الوقت الذي تعاني فيه هذه الدول من أزمات خانقة متعددة.
في إيران التي تقدم نفسها على أنها واحدة من كبار منتجي النفط في العالم، تشهد العديد من المحافظات انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، بسبب عدم اكتفاء البلاد ذاتيا في إنتاج الكهرباء.
ونتيجة لذلك،وفق وسائل إعلام،تصاعدت الاحتجاجات بسبب الانقطاعات الواسعة للكهرباء في وقت اعترف المتحدث باسم لجنة الطاقة التابعة للبرلمان الإيراني، مصطفى نخعي، بأن الأزمة لن تنتهي في فترة قصيرة.
وينقطع التيار الكهربائي في إيران لعدة ساعات يوميا، تصل إلى 8 ساعات، الأمر الذي أدى لتزايد المشاكل في العديد من القطاعات، ليتصدر هاشتاق "انقطاع الكهرباء" شبكات التواصل الاجتماعي.
والإثنين، أوردت وكالة تسنيم الإيرانية، أن غالبية المناطق الحضرية في إيران سجلت انقطاعا متكررا في التيار الكهربائي، لمدة طويلة في كل مرة.
وبحسب بيانات رسمية، بلغ متوسط الطلب على الكهرباء في البلاد 65900 ميجاوات وهو أمر غير مسبوق، في تاريخ البلاد، بينما لا يتجاوز الإنتاج المحلي 53000 ميجاوات حاليا، أي أن العجز 12900 ميجاوات.
أزمة في لبنان
رغم أن أزمة نقص الكهرباء في لبنان قديمة تعود لأكثر من عقدين، إلا أن الأزمة تصاعدت اعتبارا من 2020، بفعل انهيار الليرة وارتفاع أسعار المولدات والوقود.
ولا يتوفر الوقود في لبنان سواء لتوليد الطاقة الكهربائية، إلا بموافقة من الحكومة والبرلمان في لبنان على منح شركة الكهرباء اعتمادات بالدولار الأمريكي للاستيراد.
وبحسب بيانات السوق الموازية حاليا، يبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 17.5 ألف ليرة، و لا تملك البلاد أية موارد محلية لتوليد الطاقة، وتعتمد بنسبة 100% على الاستيراد.
وقبل شهرين، كان لبنان مهددا بظلام شامل في ظل عجز الحكومة عن تأمين الوقود المخصص لتشغيل محطات توليد الكهرباء، جراء عدم توفر نقد أجنبي للاستيراد، ضمن أزمة اقتصادية حادة.
وبسبب شح النقد الأجنبي، ترفض بواخر الوقود تفريغ حمولتها في المخازن على الموانئ، قبل تحويل مصرف لبنان قيمة المشتقات لصالح للشركات الموردة.
وبينما يحتاج لبنان إلى قدرة 3200 ميجاوات من الكهرباء، انخفض إنتاجه مؤخرا إلى 800 ميجاوات الأمر الذي زاد عمليات القطع وقلل فترات إمدادات الطاقة، مقارنة بحوالي 2100 ميجاوات قبيل الأزمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وبلغت كلفة استيراد الوقود المخصص لتوليد الكهرباء 900 مليون دولار في 2020، في وقت سجل فيه احتياطي العملات الأجنبية في المصرف المركزي انخفاضا غير مسبوق، من قرابة 40 مليار دولار إلى 16 مليارا.
احتجاجات في العراق
زاد لهيب درجات الحرارة في العراق ، احتجاجات العراقيين ضد الحكومة لفشلها في حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي ضاعفت مشاكل البلد الغني بالنفط.
وانتشرت مؤخرا مقاطع فيديو لمواطنين عراقيين يقومون بـ"قلي البيض " على الأسفلت، مع ارتفاع الحرارة إلى 53 درجة مئوية، بحسب دائرة الأرصاد الجوية في البلاد.
وأمام الحرارة المرتفعة، تشهد البلاد عجزا في الاكتفاء الذاتي بالطاقة الكهربائية المنتجة محليا، والبالغ قرابة 20 ألف ميجاوات بينما تبلغ الحاجة 30 ألف ميجاواوت، وتستورد قرابة 1200 ميجاوات من إيران، إلى جانب الغاز اللازم للتوليد.
والعراق التي تواجه أزمة كهرباء، تعتبر ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، وواحدة من أكبر 6 منتجين حول العالم، لكنها عاجزة عن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في توفير الكهرباء اللازم للاستهلاك المنزلي والتجاري.
وأواخر العام الماضي، توصلت لجنة تحقيق شكلها البرلمان العراقي، إلى إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2005، من دون تحسن يذكر في الخدمة.
aXA6IDEzLjU4LjM0LjEzMiA= جزيرة ام اند امز