اللاجئون والمتشددون.. البركان بأفغانستان والحمم في باكستان
موجة محتملة من اللاجئين قد تتدفق من أفغانستان نحو باكستان، ما قد يحفز المتشددين بالجارة في ارتدادات غير مباشرة لتمدد طالبان.
فمع توسع نفوذ الحركة المسلحة وسيطرتها على مدن ومعابر رئيسية، ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن منسوب الذعر بدأ يرتفع في أروقة السلطة الباكستانية، خوفا من موجات نزوح واسعة نحو أراضيها، وتحفيز النعرات المتطرفة فيها.
ووفق الصحيفة، فإنه منذ أطاح الغزو الأمريكي عام 2001 بنظام طالبان المدعوم من باكستان آنذاك في كابول، قدم الجيش الباكستاني القوي بشكل غير رسمي دعما محسوبا بعناية للحركة، مما سمح للمتمردين الأفغان بالعمل من أراضيها.
وأرادت باكستان، بذلك، دعم طالبان في مواجهة نفوذ عدوتها -الهند- في أفغانستان، وأن يكون لها وكيل قوي هناك بعد رحيل الولايات المتحدة، فيما تنفي إسلام آباد، وهي حليف رسمي لواشنطن منذ 2001، دعمها للحركة، وتقول إن لديها تأثيرا محدودا فقط عليها.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مع اجتياح طالبان لثلث المناطق في أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأمريكي وحصار مدن رئيسية، سيتعين على السلطات الباكستانية التعامل مع العواقب غير المقصودة لسياساتها.
وقال مسؤولون باكستانيون كبار إن السيطرة الكاملة لطالبان أو اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية ضد المصالح الوطنية لإسلام آباد.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الباكستاني السابق نعيم لودي، قوله: "نحن مرتبطون ارتباطا وثيقا بأفغانستان، عرقيا ودينيا وقبليا، لدرجة أنه في حال اندلاع حرب أهلية تنغمس باكستان تلقائيا في الأمر. الحرب الأهلية (في أفغانستان) هي آخر شيء قد تود باكستان حدوثه".
وتخشى باكستان تدفق اللاجئين عبر الحدود المليئة بالثغرات، الذين سيضافون إلى الـ1.4 مليون لاجئ أفغاني المسجلين بالفعل في البلاد.
والأسوأ، حسب الصحيفة، هو أن انتصار طالبان سيحفز المتشددين في باكستان الذين خفتت قوتهم نتيجة العمليات العسكرية المتتالية بالمناطق الحدودية القبلية للبلاد.
وقال مسؤول باكستاني رفيع "سيتجرأ المتشددون الموجوون لدينا، سيقولون إنه إذا كان من الممكن هزيمة واشنطن، فمن هو الجيش الباكستاني ليقف في طريقنا.. الحرب لا تناسبنا على الإطلاق، لقد شهدناها 40 عامًا".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، تقول إسلام آباد إنها لم تعد تريد أن تكون الداعم الرئيسي لنظام منبوذ، كما كان الحال عندما سيطرت طالبان على كابول في الفترة من 1996 إلى 2001، وبدلًا من ذلك تسعى حكومة باكستان لتسوية سلام متفاوض عليه من شأنه أن يمنح طالبان حصة كبيرة من السلطة السياسية في كابول، إلى جانب الشرعية الدولية والتمويل.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز