أسئلة أمريكية مشروعة بعد تصدع جدار "التريليون دولار" بأفغانستان
ألقى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، أعباء ثقيلة على كاهل أجهزة الأمن الأفغانية.
وخلال خطابه يوم الخميس، أعرب بايدن عن ثقته بقدرة الجيش الأفغاني على مواجهة حركة طالبان، وهي وجهة نظر تظل محل جدل داخل السلطة التنفيذية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
لكن لا يتوقف دافع بايدن في سحب القوات على الاستعداد الأفغاني، إذ قال: "دعوني أسأل أولئك ممن يريدون بقاءنا: كم من الأمريكيين، البنات والأبناء، مستعدين للمخاطرة بهم مجددا؟".
وأضاف: "لن أرسل جيلا آخر من الأمريكيين إلى الحرب في أفغانستان بدون توقع معقول بتحقيق نتيجة مختلفة".
لكن لا يزال هناك سؤال ملح بشأن الانسحاب، يتمحور حول قدرة الحكومة الأفغانية على مواجهة تهديدات طالبان، والتي ازدادت منذ بدء الانسحاب الأمريكي، إلى جانب شبح الحرب الأهلية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى بعض النقاط الخلافية داخل الحكومة الأمريكية بشأن كيفية تقييم قوة القوات الأفغانية في ظل تصاعد الفوضى بالبلاد.
ما قاله بايدن
وقال بايدن يوم الخميس، إن الولايات المتحدة "فعلت ما ذهبنا لفعله" في أفغانستان، وإنها قدمت لشركائها الأفغان، وستواصل تقديم، الأدوات اللازمة للنجاح، مؤكدًا أن مصير البلاد، في رأيه، في أيدي قادته، وليس محددًا سلفا.
وأضاف أن طالبان "في أقوى حالاتها عسكريا منذ 2001"، لكن فيما يتعلق بتدريب وقدرات قوات الأمن الوطنية الأفغانية والشرطة الفيدرالية "لم تقترب حتى" من هذه القدرات.
وتابع: "دربنا وجهزنا نحو 300 ألف فرد من الجيش الأفغاني، وقدمت الولايات المتحدة لشركائنا الأفغان جميع المعدات -دعوني أؤكد- جميع الأدوات، والتدريب، ومعدات أي جيش حديث، بما في ذلك أسلحة متطورة".
وأشار إلى إنفاق "تريليون دولار" على تدريب وتجهيز مئات الآلاف من القوات الأفغانية.
وجهات نظر تشاؤمية
وحذر تقرير صادر في 30 أبريل/نيسان صادر عن مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان.. من أن قوات الأمن الأفغانية "تواجه ثغرات حرجة في القدرات"، ويتضمن ذلك صيانة الطائرات، الأمر الذي يتطلب دعما دوليا طويل الأمد.
وخلال شهادة في 16 مارس/آذار أمام اللجنة الفرعية للرقابة على الأمن القومي في مجلس النواب الأمريكي، أكد المفتش العام جون إف سوبكو "الاعتماد الكبير للحكومة الأفغانية على المساعدات الخارجية، وحقيقة أن قوات الأمن الأفغانية لم تقترب من الاكتفاء الذاتي".
وعلى الرغم من وجود بعض التحسينات، لا تزال القوات تواجه "تحديات طويلة الأمد في القدرات والاستدامة التي تتطلب أشكالا مختلفة من الدعم العسكري الأمريكي المستمر، بحسب سوبكو.
وأشار سوبكو إلى أنه بدون تقديم القوات الأمريكية للدعم بعمليات مكافحة الإرهاب أو المشورة والمساعدة للمؤسسات الأمنية الأفغانية، سيزداد التمرد وانعدام الأمن.