حكومة باكستان تطلب تدخل الجيش لتفريق المتظاهرين
الشرطة الباكستانية خاضت معارك مع نشطاء من حزب حركة "لبيك يا رسول الله" لكنها فشلت في إبعادهم من الشوارع المؤدية للعاصمة.
قال التلفزيون الرسمي الباكستاني إن الحكومة طلبت، اليوم السبت، من الجيش مساعدة الشرطة في فض اعتصام ينظمه محتجون يسدون الطرق الرئيسية المؤيدة للعاصمة إسلام آباد منذ أكثر من أسبوعين.
وذكر بيان لوزارة الداخلية الباكستانية أن "الجيش استُدعي لضبط القانون والسيطرة على الموقف في العاصمة".
وخاضت الشرطة الباكستانية معارك كر وفر اليوم مع نشطاء من حزب حركة "لبيك يا رسول الله"، لكنها فشلت في إبعاد النشطاء الذين يسدون الشوارع المؤدية للعاصمة.
وبحلول المساء انضم متظاهرون آخرون للمشاركين في الاعتصام، وانتقلت الاحتجاجات إلى مدن رئيسية أخرى، حيث يلوح النشطاء بعصي ويهاجمون السيارات في بعض المناطق.
كانت السلطات الباكستانية قد أوقفت بث القنوات التلفزيونية الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي وخدمات المحمول، في وقت سابق من اليوم، أثناء قيام الشرطة وقوات الأمن بحملة على محتجين في العاصمة إسلام آباد.
واستخدمت قوات الأمن الباكستانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين يغلقون منذ نحو 3 أسابيع الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى العاصمة إسلام آباد، مطالبين باستقالة وزير.
وذكر بيان صادر عن هيئة تنظيم الإعلام الإلكتروني أن الهيئة أمرت بوقف البث بسبب انتهاك القوانين الإعلامية المتعلقة بالبث الحي لعملية أمنية.
ويطالب المتظاهرون -الذين ينتمون لجماعة دينية تحمل اسم حركة "لبيك يا رسول الله" الباكستانية- منذ أسابيع باستقالة وزير العدل، على إثر جدل يتعلق بتعديل تم التخلي عنه في نهاية المطاف، ويربطونه بالقانون المثير للجدل حول التجديف.
وتقول الحكومة إن التغيير كان مجرد خطأ كتابي.
وتحدثت تقارير إعلامية عن خروج تظاهرات أصغر في عدة بلدات أخرى في أنحاء البلاد.
ومع امتداد المواجهات طلب قائد الجيش الباكستاني من رئيس الوزراء شهيد خاقان عباسي معالجة الوضع "سلميا"، حسب ما قال الناطق باسم الجيش العميد آصف غفور على "تويتر".
ودعا الجنرال قمر جاويد باجوا الجانبين إلى تجنب العنف "لأنه ليس من المصلحة الوطنية".
وأعرب المتظاهرون مرارا عن استعدادهم للموت من أجل قضيتهم، ما أثار مخاوف السلطات وتسبب بترددها في التحرك.
لكن ذلك أثار حفيظة القضاء الباكستاني، إذ أصدرت المحكمة العليا بيانا لاذعا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهددت محكمة إسلام آباد العليا باتخاذ إجراءات بحق مسؤولي الحكومة.
ورأى محللون أن الحكومة تركت قضية صغيرة تتفاقم لتتحول إلى وضع ينطوي على مخاطر.
وحتى قبل اشتباكات، السبت، تسبب الاعتصام بوفاة طفل يبلغ 8 أعوام إثر تأخر سيارة الإسعاف في الوصول إلى المستشفى بسبب إغلاق الطرق.
وقال المحلل امتياز جول إن "المماطلة لأسباب سياسية لها كلفتها، وهذا ما تدفع الحكومة ثمنه" حاليا، مضيفا أن الوضع "قابل للانفجار".
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز