2020 بين فلسطين وأمريكا.. أوله أزمة وآخره انفراجة
احتفظ العام 2020 بواحدة من أكبر الأزمات بين فلسطين والولايات المتحدة إثر صفقة القرن قبل انفراجة نسبية بوصول جو بايدن للبيت الأبيض.
ولم يسبق أن قاطعت السلطة الفلسطينية، منذ تأسيسها عام 1994، إدارة أمريكية على مدى 3 سنوات متتالية كما فعلت مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
ففي العام 2017، أوقفت السلطة الفلسطينية الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية قبل أن تعلن أواسط العام 2020 قطع الاتصالات الأمنية مع وكالة المخابرات المركزية.
ولكن مسؤولين فلسطينيين قالوا لـ"العين الإخبارية" إن ثمة 3 بشائر استمعوا إليها خلال العام 2020 من الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قادت إلى إعلان الرئيس محمود عباس تطلعه لاستئناف العلاقة مع واشنطن حال تسلم بايدن مهامه.
وتتمثل البشرى الأولى في إعلان بايدن خلال حملته الانتخابية تمسكه بحل الدولتين ورفضه للاستيطان والضم، بحسب المسؤولين الفلسطينيين.
أما البشرى الثانية فكانت في حديث انتوني بلينكن، مرشح بايدن لوزارة الخارجية الأمريكية، في ذروة العملية الانتخابية عن أن الرئيس الجديد "يؤيد حل الدولتين" باعتباره الطريق لتحقيق السلام والتطلعات المشروعة للفلسطينيين.
بلنكن أكد في حديثه عبر "زووم" لمنظمة الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل، أنه سيطالب الفلسطينيين والإسرائيليين بعدم اتخاذ خطوات أحادية تمنع العودة لحل الدولتين.
ليس هذا فحسب بل إن بايدن سيجدد الدعم للسلطة الفلسطينية، وسيفتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وسيقوم بتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية لها بموجب قانون تايلور فورس، بحسب بلنكن أيضاً.
ولفت إلى أن بايدن "سيسعى إلى بناء الثقة بين الجانبين، وهذا أمر سيستغرق وقتا لكن احتمال نجاحه كبير".
ثم تأتي البشرى الثالثة وهي تصريحات نائبة الرئيس المنتخبة كمالا هاريس لموقع "أراب أمريكان نيوز" قبل يومين من الانتخابات، والتي قالت فيها: "نؤمن أنا وجو (بايدين) أيضًا بقيمة كل فلسطيني وكل إسرائيلي".
وأضافت: "سنعمل على ضمان تمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بتدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية.. نحن ملتزمون بحل الدولتين، وسنعارض أي خطوات أحادية الجانب تقوض هذا الهدف. كما سنعارض الضم والتوسع الاستيطاني".
هاريس تابعت: "وسنتخذ خطوات فورية لاستعادة المساعدات الاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني، ومعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، والعمل على إعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".
وكانت إدارة ترامب أغلقت مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن ودمجت القنصلية العامة في القدس بالسفارة التي نقلتها إلى القدس وأوقفت كل أشكال المساعدة المالية للفلسطينيين واعتبرت أن الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي.
واستطلعت "العين الإخبارية" آراء المسؤولين الفلسطينيين الذين أجمعوا على أنهم يدركون أن أولويات بايدن ستكون الوضع الاقتصادي داخل الولايات المتحدة ومكافحة فيروس كورونا وملفات خارجية مثل إيران والصين وكوريا الشمالية ولكنهم مع ذلك يتوقعون بعض الخطوات باتجاه الفلسطينيين.
الدكتور نبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني قال بدوره: "خلال الحملة الانتخابية استمعنا إلى تصريحات من الرئيس المنتخب بايدن ولكن تحديدا من نائبة الرئيس المنتخبة هاريس بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستدعم حل الدولتين وستعارض الاستيطان والضم وإعادة فتح القنصلية الأمريكية العامة في القدس وغيرها من المواقف الإيجابية".
وأضاف: "نأمل ونتوقع أن تكون مواقف بايدن أفضل من ترامب الذي شرع الاستيطان وغض الطرف عنه.. علينا أن ننتظر برنامج العمل لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب".
ومن جهته، قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "استمعنا إلى العديد من المواقف الإيجابية خلال الحملة الانتخابية وسنرى كيف ستتبلور إلى برنامج عمل بعد تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها".
وتابع: "القيادة الفلسطينية جاهزة للتعاون على أساس قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ومرجعيات عملية السلام وبالتأكيد فإن الرئيس عباس شريك حقيقي للسلام".
وفي حديث مع الصحفيين المحليين في مقر رئاسة الوزراء في رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد إشتية: "هناك رسائل وأحاديث أمريكية للجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة عن أن إدارة بايدن ستسعى لإعادة فتح ممثلية فلسطين في واشنطن، وربما فتح قنصلية في القدس، وستعيد تمويل الأونروا، وستعلن دعمها لحل الدولتين، وهذا تغيير مهم، وعلينا أن نكون مستعدين في كيفية الرد على كل هذا".
وأضاف إشتية: "تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حول الضم وتأكيده العلني أنه سيرفضه حال أعلنه نتنياهو، يؤكد أن ترامب وصفقته أصبحا خلفنا".
بدوره، أكد مركز بيجن-سادات للدراسات الاستراتيجية، التابع لجامعة بار ايلان الإسرائيلية، أنه من المرجح أن يعيد بايدن النهج التقليدي للديمقراطيين تجاه الفلسطينيين، صحيح قال إنه لن يعيد السفارة الأمريكية إلى تل أبيب لكنه سيعيد فتح قنصلية أمريكية في القدس الشرقية ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقه ترامب.
وأضاف المركز في دراسة تلقتها "العين الإخبارية": "سيعيد المساعدة الاقتصادية الأمريكية إلى كل من السلطة الفلسطينية والأونروا، سيكرر دعمه لحل الدولتين ، وربما يتجاهل خطة ترامب للسلام، ويعارض أي ضم أو توسيع للمستوطنات في الضفة الغربية".
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز