انتخابات فلسطين.. غياب الفصائل الكبرى في أول أيام الترشيح
بانتهاء اليوم الأول لفتح باب الترشح لانتخابات فلسطين غابت الفصائل الكبرى، حيث تم تسجيل 3 قوائم فقط، 2 منها لمستقلين.
والقوائم المسجلة هي "التغيير الديمقراطي" التابعة للجبهة الديمقراطية، والثانية "فلسطين للجميع" ويرأسها الوزير السابق مفيد الحساينة من غزة، والثالثة "كرامتي" ويرأسها منصور سلامة من طولكرم.
غياب فتح وحماس
وبدا واضحاً أن أكبر فصيلين (فتح وحماس) غابا عن تسجيل ترشحهما، وسط أنباء متصاعدة عن تراجع سيناريو القائمة المشتركة بينهما مع رفض قواعدهما لهذا الخيار.
ولا يرى القيادي في حركة فتح منير الجاغوب أي مشكلة في تأخر تسجيل قائمة حركته، مذكرا بأن فتح في الانتخابات السابقة كلها سجلت قائمتها في آخر يوم.
ووفق تأكيد الجاغوب لـ"العين الإخبارية"؛ فإن خيار القائمة المشتركة لا يزال مطروحاً على الطاولة، وقال: "كل شيء ممكن وكل شيء غير ممكن".
وأشار إلى أنه في حال تعثر تشكيل قائمة مشتركة، فإن حركة فتح تنظر لتشكيل قائمة تتضمن كل شرائح وفئات الشعب الفلسطيني.
أما حماس، التي كانت أول قائمة تسجل في انتخابات 2005، فقد غاب حضورها في اليوم الأول، وسط حديث عن استمرار المشاورات لتشكيل قائمة ائتلافية.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس في تصريحات صحفية: "نبذل كل الجهود من أجل تشكيل قائمة وطنية عريضة لأننا نتطلع أن تكون هذه الانتخابات بداية لإنهاء الانقسام"، مشيرا إلى أنهم جاهزون من الناحية العملية لتشكيل قائمة خالصة لحماس.
ووفق متابعين، فإن معارضة شديدة في قواعد فتح وحماس لخيار القائمة المشتركة رغم وجود تقديرات تعتبره حلا لطي صفحة الانقسام، وتجنب التصويت العقابي من جمهوري الفصيلين في غزة والضفة.
فلسطين للجميع
وفعليا باتت قائمة "فلسطين للجميع" أول قائمة للمستقلين تسجل لهذه الانتخابات، في وقت يطمح فيه كثيرون بالاستفادة من الغضب الشعبي من طرفي الانقسام الفلسطيني.
وقال الوزير الفلسطيني السابق مفيد حساينة، لـ"العين الإخبارية": إن القائمة تتميز بأنها تضم شخصيات من الشارع وتعمل مع الناس وآلامهم مباشرة، ويقضون حوائجهم من سنوات.
وذكر أن القائمة ضمت 24 اسما فقط: "لأننا لا نبحث عن الكم بل عن النوعية لنفسح المجال للآخرين للتنافس على خدمة الناس"، وفق قوله.
وتضم القائمة 6 فتيات و8 شباب تحت 40 عاما وتضم أطباء ومهندسين ومحامين ورجال أعمال من الضفة وغزة، وتخلو من الشخصيات الحزبية والعاملين في السياسة حسب الحساينة.
غياب البرامج
يذهب هاني المصري، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إلى أن القوى الكبرى لم تسجل لأنها لم تنته من وضع قوائمها ولا تزال تناقش القائمة المشتركة التي يسودها تعثر وخلافات كبيرة.
وقال المصري -الذي برز في الآونة الأخيرة كأحد منظري الملتقى الوطني الديمقراطي الذي أعلن عضو اللجنة المركزية السابق في حركة فتح ناصر القدوة إلى تشكيله- لـ"العين الإخبارية": "هذه الانتخابات كشفت حجم الخلافات داخل القوى خصوصا فتح، ويرى أنه لو اتحد اليسار في قائمة لتضاعفت المقاعد التي سيحصل عليها.
وأضاف: "هناك كثيرون كانوا يفكرون أن خوض الانتخابات ضمن قوائم أمر سهل، ولكن العكس بدا صحيحا"، ويعتقد أن الكثير من القوائم لم تهتم بتقديم برنامج انتخابي تحاسب عليه بعد الانتخابات "حتى القوى الكبيرة النقاش يتركز على ترتيب المقاعد وغير مهتمة بالبرامج وهذا مؤشر خطر".
وكشف أن الملتقى الوطني الديمقراطي انتهى، السبت، من إعداد برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي تفصيلي، وبدأ فورا في تشكيل قائمته الانتخابية.
قوائم تستقطب الاهتمام
وإلى جانب ترقب خيارات الفصائل الكبيرة، هناك 3 قوائم تستقطب الاهتمام وهي قائمة التيار الإصلاحي في حركة "فتح" الذي يقوده محمد دحلان، وقائمة يشكلها القيادي ناصر القدوة، وأخرى قال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض إنه يعكف على تشكيلها.
وستجري الانتخابات التشريعية يوم 22 مايو/أيار المقبل، وهي الأولى منذ عام 2006.
ويتشكل المجلس التشريعي الفلسطيني من 132 مقعدا، ويمثل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.