كورونا غزة يغرق سوق الأضاحي في ركود تاريخي.. والتقسيط طوق النجاة
الناطق باسم وزارة الزراعة محمد بسيوني يشير إلى أن الكميات المتوفرة في السوق المحلي حتى الآن نحو 8 آلاف عجل، لكن "حركة البيع ميتة".
ينتقل تاجر الأغنام سلمان أبوالفيتة من سوق إلى آخر، جنوب قطاع غزة، والنتيجة واحدة "حركة البيع والشراء ميتة".
يقول أبوالفيتة لـ"العين الإخبارية": "السوق متردٍ، العام الماضي كان أفضل، فالآن لا يوجد سيولة لأن كورونا دمّر كل شيء، والنتيجة لا بيع ولا شراء".
موسم لا يبشر بالخير
يشعر تاجر الأغنام أبومحمد أبوسليسل بخيبة أمل فـ"الموسم لا يبشر بالخير"، كما يقول لـ"العين الإخبارية".
ويضيف: "كأنه لا يوجد عيد أضحى قريب، بعض الناس يتجولون ويشاهدون فقط، ورغم انخفاض الأسعار فالناس يعتبرونها غالية".
ويشير إلى أن أسعار هذا العام مقاربة للعام الماضي؛ رغم أن المعروض العام الماضي كان أكثر، لافتاً إلى أن بعض الناس يقترحون الشراء بالتقسيط، ولكن ليس كل التجار يقدرون على ذلك، خصوصاً مع المماطلة الحاصلة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية.
غياب حركة الشراء لم يقتصر على أسواق الأغنام والخراف، بل بدا ملحوظا في أحواش بيع الأبقار والعجول.
الموسم الأسوأ
عماد عفانة، أحد أكبر مستوردي العجول في قطاع غزة، يؤكد أن الركود في حركة الشراء يكاد يكون غير مسبوق.
ويوضح عفانة لـ"العين الإخبارية": "الوضع هذا الموسم سيء جداً.. بل هو الأسوأ؛ إذ كنا نبيع حتى هذا اليوم من السنوات السابقة نحو 150 رأس عجل، نحن اليوم لم نبع سوى 3 عجول فقط، هذا لم يحدث من قبل".
ويلفت إلى أن لديه 5 آلاف رأس عجل وزّع منها 2500 رأس فقط على التجار والمزارع بأسعار مخفضة عن العام الماضي.
ويتابع: "حتى هذه الكمية، التجار يقولون إنهم لن يتمكنوا من بيع نصفها حتى العيد، لذلك يشترطون علينا إعادة أي رأس لا يباع".
وتوقع عفانة ألا يزيد عدد العجول المباعة هذا العام على 3 آلاف عجل، مقارنة بـ12 ألف العام الماضي، وهو العدد الذي استقر عليه الأمر منذ نحو 4 سنوات حيث كانت الأعداد في السابق تزيد على ذلك في كل عيد أضحى.
ويقول: "أي عجل لا يباع بعد العيد نخسر فيه حوالي 500 دينار أردني.. أي أننا سنخسر مليون دينار إن لم نسوّق كل الكمية المتوفرة".
ولجأ العديد من التجار إلى تقديم عروض تقسيط بالتنسيق مع النقابات وجهات مختلفة لضمان تسويق ما لديهم من عجول وأبقار.
الكميات متوفرة ولكن!
الناطق باسم وزارة الزراعة محمد بسيوني يشير إلى أن الكميات المتوفرة في السوق المحلي حتى الآن نحو 8 آلاف عجل، لافتا إلى أن أن الاستهلاك السنوي في هذه المناسبة يصل إلى 12 ألف عجل و25 ألف رأس غنم.
واستدرك بسيوني في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن عدد الأبقار والأغنام المباع يتحكم به الوضع الاقتصادي العام.
كورونا والحصار
الدكتور ماهر الطباع، الخبير الاقتصادي، يقول لـ"العين الإخبارية": "من سنوات طويلة وأنا أضحّي لكن في هذا العيد لن أستطيع بسبب الضائقة المالية التي طالت الجميع".
ويتوقع الطباع أن تشهد نسبة الأضاحي تراجعاً كبيراً خصوصاً مع معدلات البطالة التي تتجاوز 50% وأكثر من ربع مليون عاطل عن العمل من قبل كورونا.
ويؤكد أنه مع كورونا زادت الأزمات المالية، وتدهور الاقتصاد أكثر من ذي قبل، إذ توقفت قطاعات اقتصادية كاملة عن العمل وهناك قطاعات تعمل جزئيا.
ويضيف: "هذه القطاعات يفتقد العاملون فيها للسيولة النقدية جراء تعطل أعمالهم.. كثير من الناس في غزة لا يفكرون في الأضحية بقدر ما يفكرون في كيفية تدبير مصروفات الاحتياجات الأساسية من طعام وشراء وكساء خصوصاً الزي المدرسي الذي يقترب من افتتاحه بعد العيد مباشرة".
ويلفت إلى أن تجار الأضاحي استوردوا كميات محدودة جداً إدراكاً منهم لتدني الإقبال جراء النقص الحاد في السيولة المالية الناجمة عن أزمة كورونا وتداعيات الحصار المستمر منذ 14 عاماً.