ملاكمات غزة يتحدين القوالب النمطية.. والبطولات الدولية "الحلم الكبير"
قيود جائحة كورونا لم تمنع ملك ورفيقاتها من مواصلة التدريب، فعندما فرضت القيود وأغلقت النوادي، توافقن على التدريب في الهواء الطلق
ضربات قوية تسددها الملاكمة الفلسطينية ملك مصلح خلال جولة تدريب نحو مدربها، الذي يشجعها على القوة والمناورة.
ملك (15 عاماً) استطاعت امتلاك مهارات متنوعة خلال نحو 7 أشهر من التدريب، في رياضة تقوم على القوة والذكاء.
وتبدي الملاكمة الصغيرة تصميماً على مواصلة المشوار، حتى تمثل فلسطين في مسابقات دولية وترفع العلم الفلسطيني وتفوز بالميداليات.
ولم تمنع قيود جائحة كورونا المستجد، ملك ورفيقاتها من مواصلة التدريب، فعندما فرضت القيود وأغلقت النوادي، توافقن على التدريب في الهواء الطلق على شاطئ بحر غزة.
ثقة بالنفس
تفخر ملك في حديثها لـ"العين الإخبارية" بما حققته في تجربة التدريب على هذه الرياضة التي تبدو للوهلة الأولى ذكورية كونها ترتبط بالقوة والتحمل.
وقالت: "كنت أشعر بضعف في الثقة، وكنت أعتقد أن هذه الرياضة للذكور، لكن شعرت بالمتعة عندما بدأت التدريب، واكتسبت الثقة، وأدكرت أنه مش (ليس) عيب تلعب الفتيات هذه اللعبة".
وأكدت أنها ورفيقاتها يعملن بجد وتدريب مستمر حتى يستطعن تمثيل فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في المسابقات المختلفة، وقالت: "سنرفع علم فلسطين ونعود بالميداليات".
نحو 40 فتاة تتراوح أعمارهن بين 4-15 عامًا، انضممن لـ"المركز الأولمبي للملاكمة" في غزة، ليمارسن هذه الرياضة التي تتطلب القوة والتحمل، ليكسرن من نمط الإطار المرسوم لأدوار النساء والفتيات.
نور (13 عاماً) فتاة أخرى، ارتدت الزي الرياضي وقفازات الملاكمة السوداء، وخاضت جولة مواجهة مع إحدى زميلاتها في حلبة التدريب بمتابعة المدرب.
كسر القوالب النمطية
وقالت "نور" بعد أن فازت في المباراة التدريبية لـ"العين الإخبارية": "أحببت هذه الرياضة، واكتشفت أن لدي قوة كامنة، وثقة كبيرة، وقدرة على المناورة وتوجيه اللكمات، وقدراتي تتنمى بمتابعة المدرب، ولدي تشجيع كبير من أهلي الذين استجابوا لرغبتي وسجلوني في النادي".
مريم (14 عاماً)، متدربة أخرى، أكدت أنها فخورة بدخول هذا المجال بتشجيع من أهلها.
وأكدت أن نساء وفتيات غزة كسرن القوالب النمطية، من خلال انخراطهن القوي في كل المجالات الفنية والعملية وحتى النضالية، وكل ذلك لا يخالف العادات والتقاليد ولا الدين الإسلامي.
تدريب في الهواء الطلق
ولأسابيع لجأ المدرب والفتيات، للتدريب في الهواء الطلق، على شاطئ بحر غزة، تجنباً للأماكن المغلقة، مع اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة من تباعد وارتداء كمامات طبية.
وهو ما سلط الضوء على الملاكمات الصغيرات وجذب انتباه الجمهور لهن حيث حظين بالتشجيع في مجتمع معروف بأنه محافظ.
المدرب أسامة أيوب (34 عاماً) تحدث لـ"العين الإخبارية" عن تجربته مع الملاكمة النسائية التي تفاجأ من حجم التجاوب معها.
وقال: "قررت افتتاح نادي في حي شعبي للملاكمة النسائية، وأنا أدرك واقع ونمط أهل غازي الغالب، ولكن اكتشفت وجود إقبال من الأهالي، وتسجيل للفتيات، حتى بات هناك نحو حوالي 40 فتاة تشارك في التدريب".
وأكد وجود 4 -5 متدربات تميزن بالكفاءة العالية ويمكن أن يمثلن فلسطين في بطولات خارجية.
وأضاف: "مستمرون بالتدريب، ونعمل على صقل هذه المهارات وتنميتها، ونتطلع إلى تمثيل فلسطين وحصد الجوائز والميداليات، رغم الواقع الصعب والافتقار إلى الإمكانات".
وأشار إلى أنه وبتشجيع من المتدربات لجأ إلى تنظيم حلقات التدريب على الشاطئ في أماكن مفتوحة، ما شجع المزيد من الفتيات للإقبال والتسجيل.