"صيف غزة".. مبادرة لاكتشاف المواهب ومحاربة اليأس
600 شاب وشابة يتقدمون للمسابقات قبل تصفيتهم إلى 60 موهبة، على أن يدخل المرحلة النهائية 10 متسابقين فقط يتوّج الفائز من بينهم.
تنهض المواهب من سباتها كلما قُرِعت لها أجراس الانتباه، وفي غزة أطلق منتدى "شارك" الشبابي مبادرة باسم "صيف غزة" لاكتشاف المواهب الشابة في مجالات متعددة منها الغناء والتمثيل والرسم وغيرها.
وتقدَّم للمبادرة المدعومة من الاتحاد الأوروبي 600 شاب وشابة قبل تصفيتهم إلى 60 موهبة، على أن يدخل التصفيات النهائية 10 متسابقين فقط يتوّج الفائز من بينهم.
يقول محمد أبوحجيلة مُنسِّق المسابقات لـ"العين الإخبارية": "أن نُقلِّد العالم في قطاع غزة لإبراز قدرات ومواهب أبنائه فهذا ليس غريباً لإصرارنا على أننا نستحق الحياة، رغم قسوة ظروفنا".
ويضيف "عندما فكَّرنا في مشروع (صيف غزة) انطلقنا من رغبة الشباب الموهوب في الوصول إلى عواصم عربية وعالمية تدعم مواهبهم من خلال ظهورهم على شاشات الفضائيات".
وشهد مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني أول جولة من التصفيات أمام الجمهور، الذي أبدى إعجاباً كبيراً بقدرات أبناء غزة.
ويؤكد أبوحجيلة أنَّ المتسابقين أبهروا الجمهور بما قدَّموه من مواهب سواء في الغناء أو الرسم والدبكة وأعمال الخفة والتمثيل وغيرها "وهذا دليل إضافي على أنَّ الحياة ممكنة في قطاع غزة، رغم ما يحاصرها من إحباط".
وترى الكاتبة والإعلامية الفلسطينية هداية شمعون، عضو لجنة التحكيم المسابقات، أنَّ برنامج "صيف غزة" الذي تنظمه هيئة المستقبل ومنتدى "شارك" الشبابي بعث جديد للحياة في القطاع.
وتضيف شمعون لـ"العين الإخبارية" أنَّ "الشباب الذين يشكلون 30%من عدد سكان القطاع، وفي ظل الظروف القاسية والقهرية التي تحيط بنا، هم طاقات بشرية لا يمكن إهمالها أو التفريط فيها وتركها لليأس والإحباط، وهذه المواهب تشعل شمعة في ظلام دامس".
وتشير إلى أنَّ "تسليط الضوء على المواهب الشبابية أمر يعزز روح الإبداع والمثابرة ويؤجل الإحباط واليأس، وهذه الطاقات الشابة تعمّر الأمل، وتنشر الفرح".
وتتابع أن شباب غزة قادر على تحدي الظروف وإفشال مشاريع الهجرة والاستسلام للأزمات "ومن جهتنا كلجنة تحكيم سنواصل التنقيب عن المواهب بكل مهنية".
المتسابق عمر أبوغوش، الذي يخوض مسابقات "صيف غزة" في موهبة الرسم بالخط العربي، يقول لـ"العين الإخبارية": "إنَّ مشاركتي في المسابقة تُعبِّر عن طموحي بأن أكون رساماً معروفاً بالخط العربي، وأن أظهر من خلال فني على الفضائيات ويعرفني بالناس".
"هذه المسابقات فرصة لي ولأمثالي لكي يُعبِّروا عن مواهبهم ويخوضوا التجربة في ظل الحصار المفروض علينا كشباب فلسطيني يكتوي بنار الحصار والمنع من السفر، وأنا أثق بلجنة التحكيم التي أبدت الكثير من الحرص على إبراز المواهب الشابة ودعمها ووضعها على أول الطريق"، يقول أبوغوش.
أما أحمد علي، الذي دخل المسابقات مع فرقته "الفرسان" للدبكة، يرى أنَّ هذه الفرصة نادرة بالنسبة لشباب غزة.
ويقول علي لـ"العين الإخبارية": "لم تتوانَ إدارة فرقة الفرسان المعروفة في قطاع غزة عن خوض المسابقات، وتجاوزنا المرحلة الأولى بعد أن استعرضنا لوحة فنيّة تُعبِّر عن صمود الشعب الفلسطيني".
ويلفت إلى أنَّ "العرض إعجاب الجمهور، الذي صفق لنا بحرارة، وتعد المسابقات في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها قطاع غزة تحدياً كبيراً وانتصاراً للشباب الذي يحاول أن يصمد بكل ما أوتي من قوة".
المتسابقة هبة هنية (22 عاماً) قدَّمت عرضاً غنائياً نال إعجاب لجنة التحكيم والجمهور، تقول: "تابعت أخبار المسابقات مثلي مثل غيري من أبناء جيلي، وشجّعني بعض الصديقات لخوض التجربة، وها أنا اليوم لأول مرة أمام جمهور يسمعني ويصفق لي، ولجنة تحكيم من شخصيات معروفة وخبيرة، وأسمع شهادات أعتز بها".
"هذه المسابقات تؤكد أننا أهل للحياة، رغم ظروفنا الصعبة والمعقدة في قطاع غزة، وسأكمل مشواري لأن التحدي بدأ فعلياً منذ أن صعدت خشبة المسرح"، تؤكد هبة.
محمد مقداد (15 عاماً) طلب إذناً من مدرسته للمشاركة مع فريقه في أعمال الخفة، وهو يطمح لأن يصبح مشهوراً ويُقدِّم مع فريقه عروضاً في مسابقات دولية وعربية تُعبِّر عن مدى الطاقات الشبابية الموجودة في غزة.
ويعد مقداد أن وقوفه أمام الجمهور على صغر سنه "يفتح أمامه بوابة كبيرة للمستقبل".
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA=
جزيرة ام اند امز