التلويح بالاغتيالات.. تهديد إسرائيلي هل يغيّر قواعد المواجهة بغزة؟
إسرائيل تحاول تثبيت قاعدة ردع جديدة تقوم على أن تضرب دون ردود بخلاف ما كان يجري سابقا بالرد المساوي لأي هجوم إسرائيلي
على وقع الاستنفار الإسرائيلي، الذي وصل إلى إغلاق مواقع سياحية ونشر منظومة الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" جاء تلويح حكومة الاحتلال باستئناف عمليات الاغتيال.
وبررت إسرائيل ذلك بأنها تستعد لما زعمت أنه ردع هجمات "إرهابية محتملة"؛ ما دفع للتساؤل ما إن كانت تسعى إلى تغيير قواعد المواجهة السائدة مع الحركات الفلسطينية منذ عام 2012.
ووفق موقع "راوتر" العبري فإن الجيش الإسرائيلي شرع في إحياء عملية ما يسمى "فرملة إرهابي محتمل"، التي تعني تنفيذ عمليات استهداف واغتيال عبر الطائرات لنشطاء يرتبون لتنفيذ هجمات، وهي سياسة غير مفعلة منذ حرب 2012.
ورأى نظير مجلي، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن رسالة مسؤول الإدارة المدنية الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية يوآف مردخاي كانت تحمل تحذيرا شخصيا لقادة حركة الجهاد الإسلامي، لكن تحذيره و"الفرملة" لا يعني بالضرورة وجود قرار سياسي بالاغتيالات، بقدر ما هو تحذير واضح ومقصود يسبق قرار دخول الاغتيال حيز التنفيذ، وهي الطريقة التي تتبعها إسرائيل عادة بالاغتيالات.
ووجه مردخاي رسالة تحذير مسجلة بعد ورود معلومات بأن حركة الجهاد تعتزم تنفيذ رد على قصف إسرائيل نفق تابع لها ما تسبب في استشهاد 12 فلسطينيا، نهاية الشهر الماضي.
وذهب مجلي في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية إلى أن إسرائيل تسعى بتهديداتها إلى تغيير قواعد المواجهة في غزة، وتقول إذا ما انتقمت الجهاد فسيكون الرد قاسيا، وهذا بالتأكيد تصعيد إسرائيلي ممكن أن يكون بعيد المدى.
التهدئة والاغتيالات
وكان مصدر مسؤول كشف مؤخرا لـ"بوابة العين" الإخبارية أن جهودا مصرية نجحت في تجنيب قطاع غزة حربا رابعة، بعدما أقنعت حركة الجهاد بعدم الرد الفوري على قتل إسرائيل كوادرها في النفق المستهدف.
وتواترت أنباء الأيام الماضية عن رصد إسرائيل مكالمة هاتفية من الخارج تتضمن تعليمات للذراع المسلح للجهاد بالرد، وهو ما دفع تل أبيب إلى إعلان الاستنفار والتلويح بردود كبيرة.
وأشار مجلي إلى أن التهدئة في غزة لا تلزم إسرائيل بمنع الاغتيالات، لكنها لا تمارسها إنما تكتفي بالتحذير تذكيرا.
ويرى أن إسرائيل غير معنية الآن بالدخول في حرب، لكنها تعطي من خلال استعداداتها اليومية رسالة بأنها مستعدة لأية طارئ.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء الماضي، إن جيش الاحتلال أغلق مواقع سياحية ونشر منظومة الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية"؛ خوفا من "هجوم محتمل".
كما أغلق عددا من المواقع السياحية القريبة من الحدود مع غزة وعلى رأسها موقعا "السهم الأسود" و"غيفعات هبعامون" بسبب مخاوف من تنفيذ هجوم.
معادلة الردع
ويتفق اللواء واصف عريقات، الخبير الأمني، مع مجلي، بأن إسرائيل تحاول تثبيت معادلة قاعدة ردع جديدة ضد الفلسطينيين تقوم على أساس أن تضرب إسرائيل دون ردود، بخلاف ما كان يجري سابقا بالرد المساوي لأي هجوم إسرائيلي.
ورأى عريقات في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية أن إسرائيل بقصف النفق أرادت أن تحقق قاعدة الردع الجديدة، لكن القصف حصد 12 فلسطينيا، وهو ما جاء بنتائج عكسية عن هدف إسرائيل الحقيقي من هذه العملية، والتي كان يراد منها لفت الأنظار عن أزمات حكومة بنيامين نتنياهو الداخلية.
ويواجه نتنياهو تهديدات بخسارة منصبه إذا أدين في عدة قضايا فساد يجري التحقيق معه بشأنها.
ويستبعد الخبير الأمني الفلسطيني أن تستأنف إسرائيل الاغتيالات، لأن ذلك يعني التصعيد مع المقاومة عبر استدراجها للرد على أي استهداف.
وتسبب اغتيال إسرائيل نائب القائد العام للذراع المسلح لحماس أحمد الجعبري في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 في اندلاع حرب استمرت 8 أيام، فيما اندلعت حرب 2014 على خلفية تصعيد ميداني متبادل وليس نتيجة اغتيالات ميدانية.
ووفق تقدير عريقات فإن إسرائيل لا تبحث عن حرب إلا إذا ضمنت نتائج إيجابية، وهذا غير متوفر الآن؛ لأنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة.
وقال إن "إسرائيل استنفرت قواتها، وقيادتها تهدد، لكن على الأرض لا توجد نية حقيقية لتنفيذ شيء بعد قصف النفق.. إنما التهديدات جزء من حرب نفسية".
واعتبر الدكتور عمر جعارة، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن إسرائيل اتخذت القرار الأخير لمزيد من الضغوط على الفلسطينيين حتى الآن.
ولفت في حديث لـ"بوابة العين" الإخبارية إلى أن "إسرائيل تعد الاغتيالات وسيلة تكتيكية لا تحقق بعدا استراتيجيا فعالا، فمنذ عشرات السنوات سياسة الاغتيالات لم تقض على الفلسطينيين، على العكس كان كل مرة يخرج بديل أشد من المغتال سابقا".
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز