«الاعتراف بفلسطين».. المعارضة الإسرائيلية تفقد توازنها واليمين يهرب للضم

رفضت إسرائيل، حكومة ومعارضة، الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، فيما دعا اليمين إلى الرد بضم الضفة الغربية.
وأعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم المحاولات الحثيثة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لإقناع هذه الدول وغيرها بعدم الاعتراف.
ويتوقع أن تصل الاعترافات ذروتها غدا وفي الأيام القادمة، بخطوة مماثلة من فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ والبرتغال وسان مارينو واندورا.
ويوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا خطابا إلى "مؤتمر الدولتين في نيويورك"، وذلك عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" بعد أن حرمته الولايات المتحدة الأمريكية من الحصول على تأشيرة للسفر إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كما يخاطب الأمم المتحدة بنفس الطريقة يوم الخميس القادم.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عبر منصة "إكس": "إن اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة "فلسطينية"، يتطلب إجراءاتٍ مضادةً فورية: فرض السيادة (الضم) فورًا على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وسحق السلطة الفلسطينية بالكامل. أعتزم تقديم اقتراحٍ إلى اجتماع مجلس الوزراء القادم لتطبيق السيادة (الضم)".
أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، فقال لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر منصة "إكس" إن "الرد الوحيد هو السيادة (الضم) على أجزاء من الوطن اليهودي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وإلغاء فكرة الدولة الفلسطينية السخيفة نهائيًا - الأمر بين يديك".
من جهته، قال مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في بيان: "الحكومة التي لا ترد على التصريحات حول إقامة دولة إرهاب في قلب البلاد بتطبيق السيادة (الضم) على نطاق واسع - ستفقد حقها في الوجود".
أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فقالت في بيان: "الاعتراف ليس إلا مكافأةً لحماس الجهادية، بتشجيع من جماعة الإخوان المسلمين التابعة لها في المملكة المتحدة".
وأضافت: "يُقرّ قادة حماس أنفسهم علنًا بأن هذا الاعتراف نتيجة مباشرة، بل ثمرة لمجزرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لا تدعوا الفكر الجهادي يُملي عليكم سياساتكم".
واقتصرت الأصوات في المعارضة على التنديد بالاعترافات.
وقال زعيم حزب "أزرق أبيض" المعارض بيني غانتس: "إن الاعتراف بدولة فلسطينية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى تشجيع حماس، وإطالة أمد الحرب، وإبعاد احتمالات صفقة الرهائن، وإرسال رسالة دعم واضحة لإيران ووكلائها".
وأضاف على منصة "إكس": "إذا كان تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط هو ما تسعون إليه، أيها القادة الغربيون الأعزاء، وليس الرضوخ للضغوط السياسية الداخلية، فيجب ممارسة أقصى قدر من الضغط على حماس للتخلي عن السلطة وإعادة الرهائن قبل أي شيء آخر".
بدوره، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان على منصة "إكس": "إن الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية هو فشل سياسي ذريع لنتنياهو وسموتريتس، وهي خطوة مدمرة لأمن إسرائيلط.
وأضاف: "هذه نتيجة مباشرة لتهور نتنياهو السياسي: رفضه إنهاء الحرب واختياره خيار الاحتلال والضم الخطير".
وتابع: "تحتاج دولة إسرائيل إلى قيادة سياسية قوية تنهي الحرب، وتحرر الأسرى، وتضمن الأمن للأجيال القادمة".
وأردف غولان: "يمكن، بل ينبغي، أن تكون قضية الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح جزءًا من ترتيب إقليمي واسع بقيادة إسرائيل يضمن مصالحنا الأمنية - وهذا ما سنفعله عندما نستبدل هذه الحكومة الخطيرة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز