مسيرة العودة.. شكل جديد للنضال يأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني
مسيرة العودة تهدف إلى إعادة الانتباه لقضية فلسطين، وتنويع خيارات المواجهة ضد الاحتلال وتحقيق الوحدة الوطنية، بحسب منظميها.
بعد سنوات طويلة من التراجع الذي اعترى القضية الفلسطينية بسبب الانقسام الداخلي والحروب والتغييرات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط؛ جاءت مسيرة "العودة الكبرى"بأمل أن تؤسس مرحلة نضالية جديدة يدشنها جيل منتفض على كل محاولات الترويض، يسعى لإنهاء الانقسام وتنويع خيارات المواجهة.
مسيرة "العودة الكبرى".. المفردة السياسية الأحدث في سجل المفردات التي اندلعت شرارتها الجمعة 30 مارس/آذار على طول حدود قطاع غزة الشرقية، في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الـ42، لإعادة الانتباه لقضية اللاجئين.
لم تقف المسيرة عند 16 شهيدا و1400 جريح سقطوا برصاص قوات الاحتلال التي تصدت بقوة مفرطة للفلسطينيبن ممن تصدوا للجنود المدججين بالسلاح بصدروهم العارية، وهم أكثر يقينا بتحقيق أهدافهم الوطنية.
فبعد يومين من المواجهة المختلفة عما خبره الفلسطينيون في غزة من مواجهات حربية غاشمة، يبلور الفلسطينيون خيارات المرحلة المقبلة على ضوء ما تحقق.
يقول المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو لـ"العين الإخبارية"، إن المسيرة خرجت بداية لترفع صوت الفلسطينيين ضد الظلم الواقع عليهم، والآن تذكر العالم بأنها قضية سياسية بامتياز وليست مشكلة إنسانية.
وأد الانقسام
ويرى سويرجو، العضو في الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة، إنه لا خيار للمسيرة سوى الاستمرار حتى استجابة المجتمع الدولي للمطالب الفلسطينية في الحرية والاستقلال، ويردف: "ستستمر المسيرة حتى الوصول للحدث الأكبر في 15 مايو/أيار ذكرى يوم نكبة الشعب الفلسطيني الـ70".
وهدف المسيرة وخيارها الآن- بحسب المتحدث ذاته- هو "الذهاب نحو يوم النكبة لتذكير العالم بأن عليه مسؤولية قانونية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن شعبنا لن يقبل أن تبقى قضيته في ذيل اهتمامات المجتمع الدولي".
ويؤكد أن الشعب الفلسطيني "لن يتوقف في البحث عن خياراته، وخصوصا في ظل تكلفة الحرب العالية على الجبهة الفلسطينية الداخلية؛ لذلك فإن الفلسطينيين سيرسخون مرحلة النضال السلمي دون الانتقاص من الحق في النضال بكل الأشكال الأخرى".
والنضال غير موجه فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولكن لوأد الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية بحسب سويرجو.
بداية مرحلة
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، أن المسيرة حققت مجموعة أهداف وطنية في لحظة واحدة كان صعبا تحقيقها من قبل.
ومن ذلك إعادة الانتباه الدولي للقضية الفلسطينية باعتبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الأساس لاستقرار المنطقة، وهذا بدا واضحا من جلسة مجلس الأمن الدولي والإدانات الدولية لجريمة الاحتلال.
كما حركت جزءا من المجتمع الاسرائيلي ضد حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، وتجلى ذلك في عدة مظاهرات إسرائيلية منددة.
وبدوره أكد أبو سعدة في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن المسيرة "لن تتراجع، بل ستطور خياراتها وأدواتها حتى تصل للتأثير على صانع القرار الدولي لترغمه على معالجة أزمة غزة وفق رؤى الوطنية الفلسطنية.
ويرى أن الفلسطينيين سيعيدون النظر في كيفية المواجهة القادمة مع الاحتلال، ولن يسمحوا له بفرض شكل الحرب عليهم، وهذه لوحدها مهمة في رأي أبو سعدة.
"كما أنها ستعمل على دفن الخلافات الداخلية وتحقيق الوئام بين الفرقاء السياسيين"، حسبما يأمل المشاركون بها.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA== جزيرة ام اند امز