بالصور.. نساء وشيوخ غزة على خط النار: عائدون لبلادنا
اللاجئون يحتشدون للجمعة الثالثة على الحدود بين غزة وإسرائيل، حالمين بيوم العودة إلى أراضيهم المسلوبة.
على خط المواجهة الأول مع قوات الاحتلال شرق خان يونس بقطاع غزة، حملت الفلسطينية مريم سلامة صرتها على رأسها، وهتفت "عائدون إلى السبع رغم الجراح"، دون أن تهاب رصاص الاحتلال الذي أصابها في جمعة العودة الأولى.
جرأة غير تقليدية أظهرتها الفلسطينية سلامة (57 عاما) وهي تتقدم الصفوف مرتدية الثوب الفلسطيني التقليدي، وتضع على رأسها صرة أغراضها الأساسية، مصرة على أن العودة باتت قريبة.
وقبل احتدام المواجهات قالت سلامة لـ"العين الإخبارية": "هذه مسيرة شعب، لن يوقفها بطش الاحتلال، سأعود على طائرة ورقية، أو مشيا على الأقدام، أو عربة كارو، أو طائرة.. سأعود إلى بئر السبع بلدي الحبيب شرق الشلالة (الحدود)".
البدوية الأصيلة "سلامة" أصيبت عصر جمعة يوم الأرض في صدرها، "لكن الله كتب لي النجاة" وفقا لما قالته لـ"العين الإخبارية"، مضيفة "لن أخاف ولن أتراجع".
تستذكر ملابسات إصابتها، وتقول: "حملت صرتي على رأسي عندما علمت بمسيرة العودة وأنها سلمية، ووصلت للسياج الحدودي، ولكن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاهي وأصابوني في صدري.. لم أكن أشكل أي خطر عليهم، نقلت للمستشفى ولكن الله شفاني وها أنا ذا عدت من جديد".
عدسة "العين الإخبارية" رصدت الفلسطينية "سلامة" تتقدم الصفوف حتى وصلت إلى خط المواجهة الأول وعلى رأسها صرتها، وهي تقود الهتافات وحولها مجموعة من النسوة "عائدون عائدون رغم الجراح".
حقي أن أعود
المسنة جيهان أبو محسن ارتدت هي الأخرى الثوب الفلسطيني المطرز، وارتدت كمامة خاصة وضعت بها بصلة، لتتقدم في منطقة المواجهات.
وقالت أبو محسن لـ"العين الإخبارية": "أنا من يافا، أليس من حقي أن أعود إليها، لماذا يطلقون النار علينا؟" ولم تكد تكمل حديثها حتى انطلقت زخات جديدة من رصاص الاحتلال تجاه المنطقة، ما اضطرنا للرجوع إلى الخلف.
نأخذ طريقنا إلى مكان أكثر أمنا، فيما تتقدم أبو محسن الصفوف نحو الشريط الحدود وهي تردد "عائدون عائدون".
ومع سقوط رشقة جديدة من قنابل الغاز تجاه المتظاهرين، تسرع أم محمد كما عرّفت نفسها لـ"العين الإخبارية"، لتقدم للمصابين بالغاز، الورق المعطر لتخفيف آثار الغاز المدمع والسام الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة.
"هم وهن أبطال كلهم أبنائي" أشارت أم محمد للمتظاهرين، مؤكدة أنها لا تخاف رصاص الاحتلال وكل جمعة توجد في المنطقة لمساعدة المصابين.
تحت مظلة العلم نتوحد
أما رجاء فتلوح بالعلم الفلسطيني على بعد أقل من 70 مترا من الحدود، وتقول لـ"العين الإخبارية": "هذا علمنا تحت مظلته نتوحد، ونتشجع ونقهر الاحتلال".
لا يبدو أن رجاء تخاف أزيز الرصاص الغادر الذي أصاب امرأتين على بعد أمتار منها، وتقول: "يا محلى الشهادة من أجل الوطن".
ووفق مصادر طبية لـ"العين الإخبارية"، فقد أصيب شرق خان يونس 62 فلسطينيا منهم امرأتان و8 أطفال بالاستهداف المباشر.
أبو غرارة أيقونة الثوار
انحناءة ظهر المسن السبعيني أحمد أبو غرارة، لم تمنعه عن المشاركة في جمعة حرق العلم، وهو الذي التقطت له وكالات الأنباء صورة على السياج الحدودي مباشرة وسط مجموعة متظاهرين، الأسبوع الماضي.
وقال أبو غرارة: "لا نخافهم هذه أرضنا، عشقنا، هم جبناء، وإلا ما أطلقوا النار على أشخاص عزل إلا من إيمانهم بحقهم".
ويحمل الشاعر الفلسطيني دفتر أشعاره ويتقدم ليبث الحماس في صفوف المتظاهرين ويقول لـ"العين الإخبارية": "رسالتي اليوم أننا راجعون لبلادنا، مهما فعل الاحتلال وزاد بطشه".
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز