مسيرة العودة..لفلسطين عَلَم يعانق السماء.. والإسرائيلي تدوسه الأقدام
المتظاهرون اختاروا رفع علم فلسطين شعارا للجمعة الثالثة من مسيرة العودة؛ ليعلو فوق أي انتماءات تعطل حل قضيتهم وعودة اللاجئين.
بمراسم شعبية رفع الفلسطينيون أعلام بلادهم على ساريات طويلة نصبوها قبالة السياج الفاصل مع إسرائيل شرق قطاع غزة، فيما كان علم إسرائيل مفروشا لتدوسه الأقدام الغاضبة.
ورفْع العلم الفلسطيني وحرق الإسرائيلي هو أبرز نشاط في فعاليات الجمعة الثالثة من "مسيرة العودة"، التي تهدف للتأكيد على حق اللاجئين في العودة إلى أرضهم.
وما إن رفع العلم على سارية يزيد طولها عن 25 مترا شرق مدينة غزة حتى صدحت حناجر آلاف الفلسطينيين بالتحية للعلم المرتفع على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تنتشر خلف الكثبان الرملية وراء السياج الفاصل.
وعلم فلسطين.. هو عنوان لتوحيد الشعب الفلسطيني في تلك المواجهة المستمرة "حتى كنس الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، بحسب تعبير المتظاهِرة هند.
وهند- المتشحة بالكوفية- تشارك للجمعة الثالثة في مسيرة العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس/أذار الماضي على طول الأراضي الحدودية الشرقة لقطاع غزة.
وأطلقت الهيئة التنسيفية العليا لمسيرة العودة على مسيرة اليوم، "جمعة العلم"، بينما كانت الأسبوع الماضي "جمعة الكاوتشوك، والأولى كانت "جمعة العودة".
ورفرفت آلاف الأعلام بأحجام مختلفة إلى جانب الأعلام الكبيرة المرفوعة على ساريات منتشرة في كل مخيم من المخيمات الخمسة المنتشرة على الحدود الممتدة على طول 48 كيلو مترا.
ومقابل رفع علم فلسطين كان علم إسرائيل ملقى في طرقات المارين إلى المخيمات الحدودية تدوسه الأقدام وتحرقه أيادي الفتية.
المُقعد رواد النجار لم تمنعه إعاقته الحركية عن التوجه بعربته نحو الحدود شرق بلدة خزاعة جنوب شرق قطاع غزة، وهو يحمل علم إسرائيل ومكتوب عليه" إسرائيل إلى زوال".
ويقول رواد لـ"العين الإخبارية": "هنا نرفع علمنا، وندوس علم إسرائيل، ونمزقه، ونحرقه لنقول للاحتلال: هذا علمنا الذي قاتلنا تحت راياته، لن نتركه، لن ننساه، نتوحد تحت ظلاله".
ويضيف أنه: "لا يمكن لنا أن نسقط علم فلسطين، لذلك رفعناه عاليا شامخا أمام الجنود المدججين بالأسلحة لنوجه لهم رسالة العلم والوطن والشعب.. رسالة واحدة موحدة أن فلسطين كلها واحدة اليوم،.
وألقى المتظاهر الفلسطيني بالعلم الإسرائيلي على الأرض، وأخذ يدوسه بقدمه، ويهتف بأعلى صوته: "سندوس الاحتلال كما ندوس علمه".
وبينما يلتف الآلاف حول علم فلسطين ويحرق آخرون علم إسرائيل، يتقدم فريق ثالث نحو السياج الحدودي الفاصل، غير آبهين بإطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي تجاههم.
وتخلل ذلك إشعال النار في إطارات السيارات لتشويش الرؤية أمام قوات الاحتلال بالدخان المتصاعد منها.
وبحسب وزارة الصحة في غزة فقد استشهد شاب وأصيب عشرات بجروح حتى عصر اليوم.