بالصور.. "برواز المخيم" مبادرة ترسم الفرحة على وجوه لاجئي مخيم جباليا
الصورة والبرواز تمكنا من انتزاع ابتسامة سارة الموجوعة بفقد والدها بعد وفاته إثر مرضه بالسرطان، وهي واحدة من 30 فلسطينيا في المخيم
صورة كبيرة في برواز التقطت لها وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ضمن مبادرة فردية أطق عليها "برواز المخيم"، أدخلت البهجة والسعادة إلى قلب الطفلة سارة عندما سلمها لها المصور الفلسطيني محمود أبو سلامة ملتقط الصور.
الصورة والبرواز تمكنا من انتزاع ابتسامة سارة الموجوعة بفقد والدها بعد وفاته إثر مرضه بالسرطان، وهي واحدة من 30 فلسطينيا في المخيم استهدفتهم مبادرة برواز المخيم وعاشوا سعادة مماثلة بعد الهدية المفاجئة من المصور أبو سلامة.
صور عفوية
30 صورة عفوية التقطها أبو سلامة لأطفال ونساء وشيوخ في المكان الأكثر اكتظاظا بالعالم، وحولها إلى براويز جلدية في إطار خشبي جميل، سلمها لأصحابها وسط ردود فعل إيجابية ومبهرة، ليعيش وإياهم سعادة استثنائية.
ويقول أبو سلامة الذي يقطن في مخيم جباليا لـ "العين الإخبارية": إن مبادرته هي رسالة حب وسلام للناس في مخيم جباليا رسالة من المصور للناس في ظل هذا التهميش الذي تعاني منه المخيمات".
ويعد مخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، ويقطنه أكثر من 120 ألف لاجئ فلسطيني على مساحة من الأرض تبلغ فقط 1.4كم2.
وأوضح المصور الفلسطيني أنه نفذ المرحلة الأولى من مبادرته عبارة عن إهداء صورة من تصويره في برواز للأطفال وكبار السن التقطتها لهم في السابق، مبينا أنه استخدم 30 صورة كمرحلة أولي عاش فيها أجمل لحظات السعادة وهو يرى الفرحة تدخل إلى نفوس أهالي المخيم الذين يعانون من الحصار وأزمة الكهرباء والفقر والتقليص في الخدمات.
ارتباط عميق بين أبو سلامة وبين مخيم جباليا، دفعه لإطلاق مبادرته التي يوضح أنها ليست الأولى؛ إذ سبقها مبادرة أزقة المخيم، ومبادرة قاتلوا الناس بالورد، طرق خلالها بيوت المخيم البسيطة ليوزع على أصحابها الورد ليصنع الفرحة، ويرسم طريق الأمل رغم ألم الواقع.
فرحة بين الأزقة
وغمرت ابتسامة كبيرة وجه الحاجة أم كامل وهي تستلم صورتها الجميلة التي علقتها على حائط بيتها الصغير، المسقوف بألواح الصفيح.
وقالت أم كامل: هي هدية جميلة ستبقى ذكرى لأولادي وأحفادي من بعدي، وجمالها أنها كانت مفاجئة وغير متوقعة.
ويؤكد أبو سلامة أن جميع الصور التي التقطها استأذن أصحابها ابتداءً، وجميعها جاءت عفوية وسط أزقة المخيم، ومع ذلك جاءت جميلة ومعبرة، فالطفلة حلا ابنة الخمس سنوات أخذ صورتها أمام بيتها، وأيهم ومحمد صورهما وهما خلف الحماية الحديدية لنافذة منزلهما.
ويستذكر بعض ردود الفعل اللطيفة غداة تسليم هداياه لأصحاب الصور، مشيرًا إلى أن بعض الأطفال منهم استلم الصورة وبدأ يجري فرحًا في أزقة المخيم.
المحبة والسلام
المحبة والسلام، يكرر أبو سلامة هاتين الكلمتين في رسالته من وراء مبادرته في "هذا المخيم الذي أنتمي إلى أزقته والناس الكادحين فيه، أنتمي للعجوز الذي يجلس على أعتاب منزله يقص الحكاية فيه عن البلاد، أنتمي لكرت التموين وللجموع التي تنتظر من يرفع صوتها عاليا، أنتمي لأصدقائي الأطفال على هيئة رجال راكضين خلف الحياة وهم حافيي الأقدام، أنتمي لرائحة الطبيخ المنبعث من النافذة المجاورة لمنزلنا في زقاق المخيم، أنتمي لحائط مهترئ مكتوب عليه المخيم أصل الحكاية".
وأشار أبو سلامة وهو مصور صحفي حر إلى أن جميع المبادرات التي نفذها شخصية دون دعم من مؤسسات وجهات أخرى، معلن تصميمه على استمرار المبادرات متأملا أن يكون في الأيام القادمة مبادرات أضخم وأجمل تستهدف أكبر عدد من الناس ويكون فيها المخيم رسالة حب للعالم أجمع.