مصابون في ذكرى النكبة.. جراح فلسطين تتفوق على ندوب الجسد
فلسطينيون اختبروا جميع الآلام، وأيقنوا أن لا ألم يضاهي فقدان الوطن.. هؤلاء هم جرحى العودة الفلسطينية في يوم النكبة.
مصابون ومع ذلك عجزوا عن مقاومة نداء الوطن، فكان أن لبّوه متكئين على عكازات، غير مبالين بتلك الوخزات القاتلة التي تهزهم كلما لامست أقدامهم الأرض.. هم اختبروا جميع الآلام، وأيقنوا أن لا ألم يضاهي فقدان الوطن.. هؤلاء هم جرحى العودة الفلسطينية في يوم النكبة.
وهكذا خرجوا للاحتجاج على افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، اليوم الإثنين.
قالت له أمه هذا الصباح: جراح رجلك لم تندمل بعد يا بني، عد إلى سريرك.. نظر إليها ورد وهو يتكئ على الجدار محاولا الوقوف بدون عكازات: جراحي لن تندمل يا أمي ما دامت راية بلدي لا تغطي كل شبر في أرضي.. لن تندمل يا أمي وفي القلب غصة ورثتها عنك وعن أجدادي.. جرحي نازف ما دمنا نحيي ذكرى النكبة، وما دامت أرضنا تفتك منا أمام أعيننا.. لن تندمل أبدا حتى تروي دماؤها هذه الأرض العطشى للحرية.. جرحي باق أماه حتى تشفى جراح فلسطين.
بنظرات ثاقبة ثابتة، وبراية فلسطين التي يغطي بها بقية ملامح وجهه.. يرسم هذا الشاب، في مسيرات العودة بغزة، شارة النصر بشكل المقلاع الذي لفّ به رأسه.
ذاك المقلاع الذي كان وما زال بركانا متفجرا يلقي على المحتل حمما من الحجارة، ويصب عليه شحنات من العهود بأن العودة آتية لا ريب فيها، وأن النصر آت.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز