11 فصيلا فلسطينيا يقاطعون لقاء السفير القطري
الفصائل أكدت أنه منذ أن وطأت أقدام العمادي أرض غزة قاطعوا كل اجتماعاته وولائمه وأمواله المسمومة.
قاطع 11 فصيلا فلسطينيا لقاء السفير القطري محمد العمادي، الذي عقده مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل الصغيرة الموالية لهما، لتوجه له صفعة ثانية بعد طرده من وسط المتظاهرين شرق غزة، احتجاجا على ما وُصِف بالدور التخريبي لقطر.
وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب لـ"العين الإخبارية": "إن 11 فصيلا فلسطينيا، من ضمنها حزب الشعب، قاطعوا اللقاء الذي كان معدا مع العمادي بغزة، احتجاجا على دوره في تعميق الانقسام ودفع غزة نحو الانفصال عن فلسطين".
وأضاف "منذ أن وطأت أقدام العمادي أرض غزة، قلنا عنه المندوب السامي، وقاطعنا كل اجتماعاته وولائمه وأمواله المسمومة، واليوم جددنا الموقف بعدم الاجتماع معه".
وأشار إلى أن حزب الشعب نبه من البداية لخطورة الدور القطري عبر العمادي في القضية الفلسطينية لذلك قاطعه، واليوم انضمت 10 فصائل أخرى للمقاطعة وهي: الجبهتين الشعبية والديمقراطية، والقيادة العامة، وجبهة النضال الشعبي والصاعقة، وجبهة التحرير العربية والمبادرة الوطنية، وفدا، والجبهة العربية الفلسطينية، وكل فصائل منظمة التحرير احتجاجا على دوره المقلق.
وحول رؤيته للأموال التي قدمتها قطر لحماس عبر إسرائيل، قال العوض: إن المساعدات لها إطار قانوني وشرعي أما في هذه الحالة اتفاق بين قطر وحماس وإسرائيل، فهو تقاسم وظيفي خطير ومرفوض.
وشدد على أن أي دولة عربية تريد أن تساعد لابد أن تساعد عبر الأطر المعروفة، أما بهذا الشكل الوقح فيثير الريبة والقلق ويمكن أن يُستغَلّ لتعميق الانقسام وتحويله لانفصال.
صفعة الطرد
صفعة المقاطعة الفصائلية للعمادي، جاءت بعد ساعات قليلة من تعرض موكبه للرشق بالحجارة والأحذية من الفلسطينيين المشاركين في المسيرات، مساء الجمعة، خلال زيارته لمخيم العودة شرق غزة، حسب مواقع محلية فلسطينية.
وذكرت وكالة "معا" الفلسطينية أن العمادي وصل لمخيم العودة؛ للمشاركة في جمعة "المسيرة مستمرة"، لكن فلسطينيين غاضبين طردوه من المخيم، ورشقوا سيارته بالأحذية، احتجاجا على التنسيق الإسرائيلي القطري الذي يستهدف إخماد غضب الفلسطينيين وتوفير الهدوء للاحتلال الإسرائيلي.
وحسب شهود عيان، تعرض موكب العمادي للرشق بالحجارة بشكل كبير من قبل بعض المتظاهرين الغاضبين في منطقة شرق غزة بمخيم ملكة.
ونقل المصدر نفسه عن شهود عيان قولهم: إن أضرارا لحقت بمركبة العمادي الخاصة، الأمر الذي دفع الوفد القطري لمغادرة المكان.
المال بتنسيق إسرائيلي
يأتي هذا بعد ساعات من وصول السفير القطري إلى الجانب الإسرائيلي من معبر بيت حانون (إيريز)، حاملا 3 حقائب كانت في المقعد الخلفي للسيارة التي كان يستقلها، بعد سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيارة بالعبور إلى قطاع غزة.
حقائب العمادي، حسب مصادر إسرائيلية، كان تحوي مبلغ 15 مليون دولار تمثل الدفعة الأولى من الأموال التي قرر "نظام الحمدين" استخدامها لدفع رواتب آلاف الموظفين من حركة حماس؛ التفافا على السلطة الفلسطينية.
الشعبية ترفض سياسات قطر
مصدر قيادي في الجبهة الشعبية، فضل عدم ذكر اسمه، أكد لـ"العين الإخبارية" أن مقاطعة لقاء العمادي هو للاحتجاج على دور قطر وتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، قال كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن ما جرى مع العمادي في مخيم العودة، شرقي مدينة غزة، يعكس حالة شعبية من عدم الرضا عن سياسات قطر التي استقبلت قبل فترة قريبة وفدا رياضيا صهيونيا، في حين أنها لا تنقطع عن التواصل مع الكيان الصهيوني.
وقال الغول، في تصريحات نقلها موقع الهدف التابع للجبهة: "في ظل النقمة المتزايدة في الشارع الفلسطيني تجاه دول التطبيع، فبالتأكيد قطر سينالها نصيب من هذا الأمر".
وأضاف الغول "نحن أمام دعم غير بعيد عن التنسيق مع العدو الصهيوني، وغير بعيد عن أهداف سياسية تكمن وراء مثل هذا الدعم"، مؤكدا "الرسالة اليوم كانت بالغة فيما تعرض له العمادي".
وشدد على أن "المطلوب حاليا هو تحقيق المصالحة الوطنية حتى نقطع الطريق أمام هذا المُخطط، وحتى نوحِّد طاقات وقوى شعبنا من أجل إفشال هذا المخطط".
وقال الغول إن "الأشقاء في مصر سيستأنفون خلال أسبوع جهود المصالحة، وهناك دعوة وُجِّهتْ لحركة حماس لزيارة القاهرة خلال الأسبوع القادم".
وخلال اللقاء مع حماس والجهاد، قال سفير تنظيم الحمدين إن دولته تسعى للتباحث مع الإسرائيليين؛ لاستكمال الملفات الأخرى كتوسعة مساحة الصيد، وإنشاء مناطق صناعية، وإتمام ملف كهرباء غزة، في إصرار على الالتفاف على القيادة الفلسطينية.
وتحدث عن بذل جهود لإنشاء ميناء بحري لقطاع غزة، الذي ترى فيه السلطة الفلسطينية بوابة فصل غزة عن الوطن الفلسطيني.