بالصور..مدينة "خليفة بن زايد" في غزة تطوي صفحات من معاناة الفلسطينيين
المواطن الفلسطيني هشام البلبيسي يستضيف "العين الإخبارية" في وحدته السكنية في مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، جنوب قطاع غزة.
لم تبتعد كثيراً الذكرى السنوية ليوم العلم الإماراتي، فأرادها المواطن الفلسطيني هشام البلبيسي مناسبة، ليقدم تهانيه للشعب الإماراتي الكريم، ولقيادته النبيلة على طريقته المتواضعة، والشكر له أسبابه، فمن ينجيك من عذاب أليم في الدنيا، غير رحيم القلب، ولأن المعاناة قريبة من الهلاك، كان الخلاص منها إعادة الحياة، والإمارات لم تتأخر عن الفلسطينيين يوماً وكانت أيادي أبنائها سباقة في لملمة الجراح، وجمع شمل العائلات.
ما قبل العشر الأخيرة المهلكات
يستضيف المواطن الفلسطيني هشام البلبيسي" العين الإخبارية" في وحدته السكنية بمدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في مناسبة يوم العلم الإماراتي، الذي شاهد احتفالاته في إحدى القنوات الإماراتية، فأراد أن يعبّر عن هذه المناسبة، لينقل رسالة شكر وتقدير وعرفان للإمارات وقيادتها الكريمة، فوصلنا إليه وهو في استقبالنا مرحباً، وعاتباً بنفس الوقت، على نسيان فضل الإمارات عليهم، وعدم تسليط الضوء على مدينة الشيخ خليفة بن زايد كما يجب، رغم أنها كانت بمثابة سفينة نجاة كبيرة لكثير من العائلات التي كانت غارقة بالأزمات.
وقال :"لست مغالياً إذا قلت أن دولة الإمارات العربية المتحدة، أنقذت أسرتي المكونة من 12 شخصا ، من الهلاك المحقق، والضياع، فقبل أن استلم وحدتي السكنية بالحي الإماراتي في خانيونس، كنت أعيش وأولادي العشرة وأمهم في غرفة واحدة، وسط ظروف معدومة وقاهرة، كدت أن أخسر حياتي بسببها، من كثرة التفكير بالخلاص منها، نجوع ونتعرى ولا أحد يشعر بنا، نمرض ونحزن ونبكي في هذه الغرفة، وخشيت على أولادي من الضياع وعلى بناتي من كشف الستر، حتى وصلت إلينا أيادي الإمارات، إمارات الخير، في عام 2015، وبلغونا بأن وحدة سكنية في مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تنتظرنا في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة".
وأضاف: "لا انسى تلك اللحظة، كأنها استجابة دعاء من أحدنا في ليلة القدر، فرحنا ورقصنا وزغردت زوجتي وكأنها في عرس حقيقي، تواريت عن الأولاد وبكيت من الفرحة، نعم الإمارات أنقذت أسرتي من الهلاك، ونجدتها لنا، لا تقدر بثمن، والله ولو عشت عمري كله أشكر دولة الإمارات لما وفيتها حقها، فمن يستر على عائلتي، ويجمع شملي وأولادي بين جدران وبيت دافئ، يستحق أن أرفع علمه عالياً، وأقدر له فعل الخير، فشكراً لكل إمارات العطاء والخير، والشكر الأول والكبير للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأخوانه الحكام وحكومة الإمارات، وانتهز يوم العلم الإماراتي لأقول بصدق، كل عام ودولة الإمارات بخير .
مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خير اكتمل
وعن المدينة يسلط الضوء المواطن الفلسطيني أبو محمد النجار على بعض المشاكل التي تسببت بها جهات غير مباشرة، من خلال وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي تسلمت من دولة الإمارات مدينة الشيخ خليفة، ومنها تسليم الوحدات السكنية بطريقة مخالفة لما ينص عليه عقد الانتفاع كما يقول أبو محمد .
وأضاف قائلا : "كل عائلة تتسلم وحدة سكنية حسب أفراد العائلة عدداً، فإذا كانت فوق عشرة أنفس تحتاج إلى وحدة سكنية مكونة من ثلاث طبقات، وإذا كانت أقل من عشرة تحتاج إلى وحدة سكنية مكونة من طابقين، والذي جرى واقعاً، أنها تسلمت الوحدة السكنية ثلاث عائلات غريبة عن بعضها البعض، لا تربطها أرحام ولا أنساب، وتشاركوا في المدخل والأرض، وتسبب هذا الأمر في كثير من المشاكل، لأن المجتمع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة محافظ جداً، وشكوتنا هذه لم تجد من يسمعها، ونعلم تماماً أن دولة الإمارات التي سلمت وكالة الغوث المرحلة الأولى من مشروع مدينة الشيخ خليفة بن زايد، والتزموا بشروط الاستلام، لم تقصر في هذا الجانب، ولكن المرحلة الثانية من المشروع تمت مخالفة الشروط المعروفة، ونطالب أيادي الخير التدخل من أجل حل هذه المشكلة التي نعاني منها كثيراً، بتطوير المشروع أو إلزام الجهات المختصة بشروط المشروع واستلامه، غير أن الخدمات في المدينة لا ترقى إلى المستوى المطلوب على غير باقي المدن السكنية التي تقيمها دول أخرى في القطاع، وهذا الموضوع تم طرحه مع جهات الاختصاص، ولكن دون نتائج تذكر، ومن الأشياء التي شعرنا أننا حرمنا منها متابعة البنى التحتية، واستكمال مرفقات المدينة من مساجد وملاعب وحدائق، واكتفى مستلمو المشروع بما تسلموه من دولة الإمارات الشقيقة، دون متابعة جادة لهذه المدينة، وهذا كله لن يغطي الخير الوفير الذي زودتنا به دولة الإمارات العربية، وشكرها واجب أخلاقي لا يمكن التنكر له، فشكراً للإمارات قيادة وشعباً".
وكانت قد احتفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في السادس من ديسمبر من عام 2015 بافتتاح مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خانيونس، جنوب قطاع غزة، والمكونة من 600 وحدة سكنية استفاد منها نحو 4000 نسمة من اللاجئين الفلسطينيين ذوي الأوضاع الصعبة، والانتهاء من المرحلة الثانية.
أما المواطن الفلسطيني إياد هاشم فقد أثنى على دولة الإمارات العربية وبمواقفها المشهودة، ويقول :"إن ما تقدمه الإمارات العربية الشقيقة للشعب الفلسطيني، يبقى بعيداً عن الإعلام الصاخب الذي يمنن الشعب الفلسطيني ويشعره بأنه في خانة العوز الدائم، كما تفعل بعض الدول التي تقيم مشاريع لها في قطاع غزة، وتبقى تردد ما قدمته عبر وسائلها الإعلامية بشكل فج يقلل من احترام الفلسطينيين، ويظهرهم بمظهر غير لائق، ولكن دولة الإمارات تعطي الخير وتنساه، ولا ترغب بمقابل له، وهذا ما يجعل مكانتها في قلوبنا كبيرة، ونحب شعبها وقياداتها، لأنهم يشعرون بالواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في هذه المرحلة، ولذلك أنا من المواطنين الذين هدمت منازلهم في عدوان إسرائيل على القطاع عام 2014، وعانيت على مدار سنة وأكثر من الإيجارات وتشتت العائلة، وقاسيت جداً في هذه الفترة، حتى فكرت بأي طريقة أخرج من خلالها إلى خارج الوطن، حتى جاء خبر تسليمي وحدة سكنية في مدينة الشيخ خليفة بن زايد ، فغيرت قراري وتشبثت في أرض وطني، وأنجبت أربعة أولاد جدد وأعيش والحمدلله بخير رغم صعوبة الظروف المعيشية، ولكن البيت سترة وامتلاكه يعني امتلاك الحياة، والشكر أقدمه خالصاً لقيادة الإمارات ولشعبها العظيم، فأنا كفلسطيني أعترف بدور الإمارات الانساني والأخلاقي في حياتنا، لأنني عشت ما قبل أن أعرف ذلك وما بعده، فشكراً كثيرا وصادقا لإمارات المحبة والعروبة.
رسالة محبة من طفل فلسطيني للإمارات
ولكن قيس الذي يركض خلف الكرة في شوارع مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مع مجموعة من أترابه، له كلمة قصيرة للإمارات العربية قالها:" نحب الإمارات لأنها جعلتني أرى ابتسامة كبيرة على وجه أمي، وأبي الشهيد الذي رحل عن حياتنا قبل سنين، تزورنا روحه وهي سعيدة، بعد أن اطمأن بأننا نعيش في بيت نظيف، ولنا عنوان دائم، نحب الشيخ خليفة صاحب القلب الكبير، ونحب الإمارات كلها".