موسم الزيتون.. الذهب الأخضر يتراجع في غزة
الاحتلال الإسرائيلي يعمل خلال السنوات الماضية على تجريف آلاف الدونمات شرق قطاع غزة، قبل أن يعيد الفلسطينيون زراعتها بالزيتون
تحت ظلال شجرة زيتون معمرة، تنهمك الحاجة الفلسطينية فرحانة ياسين في فرز ثمار الزيتون في حقل عائلتها شرق مدينة غزة، وسط أجواء احتفالية رغم انخفاض حجم المحصول.
وتنظر الحاجة السبعينية إلى أشجار الزيتون في حقلها، وتقول: "منذ سنوات طويلة وأنا أعمل في جني الزيتون، حتى أصبحت لديّ خبرة كبيرة.. هذه شجرة مباركة، الاحتلال جرّف هذه الأرض مرارا، لكننا في كل مرة نعيد زراعتها".
وعمل الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية على تجريف آلاف الدونمات شرق قطاع غزة، قبل أن يعيد الفلسطينيون زراعة غالبيتها، باستثناء ما يقع في نطاق 300 متر من السياج الحدودي، حيث تُعدها إسرائيل مناطق معزولة يحظر العمل فيها.
تبتسم فرحانة وهي تنظر لحبات الزيتون وتقول: "هذا ذهبنا الأخضر، بدأ موسم الخير والبركة، سنحافظ على هذه الشجرة المباركة، ونورثها من جيل إلى جيل لتبقى الأرض تتكلم بلسان عربي".
في الحقل، كانت 3 طفلات يرتدين الزي الفلسطيني المطرز، يغنين لشجرة الزيتون، بينما كان العمال منهمكين في جمع حبات الزيتون بالطرق التقليدية.
انخفاض الإنتاج
ويؤكد المُزارع جهاد حجي، أن الموسم هذا العام منخفض، مبينا أنه جرت العادة على أن يأتي موسم جيد يعقبه آخر متراجع، ونصيبنا هذا العام متراجع.
وأشار حجي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن 3 أصناف شائعة في غزة هي السري، والشملالي وK18، مبينا أن النوعين الأول والثاني إنتاجهما منخفض، أما الثالث فحمله جيد نسبيا.
انخفاض حجم إنتاج الزيتون انعكس مباشرة على إنتاج الزيت، ويوضح نصر عودة، صاحب معصرة عودة بغزة، أن موسم الزيتون يقارب 50% مقارنة بالعام الماضي، مستدركا في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن نسبة الزيت عالية في الثمار.
وقال: "هذه شجرة مباركة، ترمز إلى تجذرنا في هذه الأرض؛ الأصل أن نحافظ عليها، ونكون داعمين للمنتج المحلي".
ويأمل حجي أن تتخذ الجهات المختصة قرارا بتقييد استيراد الزيت، كي يحافظ على سعره ويضمن تسويق المحلي منه.
حجم إنتاج الزيتون والزيت
ووفق الدكتور إبراهيم القدرة، وكيل وزارة الزراعة الفلسطينية، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في غزة 39 ألف دونم، منها 31 ألف دونم مثمرة.
وتَوقّع القدرة، في تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن يصل الإنتاج من الثمار هذا العام 18 ألف طن، يذهب منها 5 آلاف طن للتخليل والباقي لإنتاج الزيت.
وأشار إلى أن احتياج قطاع غزة يصل إلى 4 آلاف طن من الزيت، ينتج منها 2500 طن هذا العام، و500 طن مخزنة، ما يعني أن 70% من الاحتياج متوفر محليا، "وهذا رقم جيد خلال العام الذي ينخفض فيه حمل الزيتون".
وأكد أن وزارته تتطلع إلى زيادة مساحة الأراضي لتحقق الاكتفاء الذاتي بالكامل في ثمار الزيتون والزيت.