طفلة فلسطينية تكتب شعرا يجوب العالم ويجعل بابا الفاتيكان يكرمها
"لا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك".. عبارة كتبتها ببراءة الطفلة الفلسطينية "رؤى قديح" عندما كانت في التاسعة من عمرها، وبعدها بأيام فقدت مدرستها ومنزلها ولم تكن "رؤى" تتوقع أن تجعلها العبارة نفسها تنال تكريما من بابا الفاتيكان بعد 4 سنوات.
تلقت رؤى تكريما خاصا الأربعاء من بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، خلال زيارته خانيونس جنوب قطاع غزة، سلمها خلالها ميدالية من بابا الفاتيكان فرنسيس.
تروي رؤى لـ"العين الإخبارية" حكايتها مع قصيدة "لا تجزع" التي كتبتها وهي في الصف الثالث الابتدائي قبل الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014.
وقالت: إنها كتبت القصيدة، ضمن مادة التعبير، وخطتها في كراستها وسلمتها لمدرستها في مدرسة خزاعة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ولم تكن تعلم أن مدرستها بالكامل سوف تدمر خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
وذكرت أن المسؤول الأممي أبلغها أنه عثر على الدفتر بين ركام المدرسة المدمرة، وفتحه في حينه ليجد كلماتها المؤثرة، فأخذه وجال به على دول العالم، وعرضه خلال مؤتمر المانحين في روما، وكذلك خلال لقائه مع بابا الفاتيكان الذي تأثر بالواقعة فأرسل لها التكريم.
لا تجزع
وتستذكر رؤى كلمات قصيدتها التي جلبت لها الشهرة والتكريم، وتقول فيها: الكلمات: لا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك.. وتذيقك طعم العافية.. وتشد من أزرك وترفع شأنك وتظهر صبرك.. الأمل صديق رائع.
بعد أيام قليلة من كتابة القصيدة عام 2014، شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة، استمرت 51 يومًا، اجتاحت خلالها منطقة سكن رؤى في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، لتجبر الطفلة الصغيرة مع عائلتها على الرحيل عن البلدة.
تتذكر الطفلة بمرارة هذه الأيام: "هربنا، لجأنا لمنازل أقاربنا ومدارس الوكالة، أصيبت والدتي، واستشهد عدد من أقاربي، وبعد انتهاء الحرب، عدنا إلى بلدتنا، وكان الدمار في مكان، بيتي حرق، ومدرستي دمرت".
تلامس الفتاة التي أصبحت في الصف التاسع، الأمل رغم المعاناة في ظل الحصار والخوف من اندلاع الحرب، وتقول: "لا يمكن أن ينتهي الأمل، وهذا قدرنا أن نعيش على الأمل والأحلام، وسنحقق طموحنا وننال حريتنا مهما كان بطش المحتل".
عاد الأمل
عاد الأمل إلى رؤى مع التكريم الذي وصلها من بابا الفاتيكان، ورأت فيه رسالة محبة وسلام وتأييد لأطفال فلسطين، وقالت: بلدتي التي دمرت منازلها وشوارعها، زارها المسؤولون وضمنهم المفوض العام للأونروا الذي عثر على دفتري بين أنقاض المدرسة.
تكريم أممي
كان يفترض أن تسافر رؤى لتسلم ميداليتها من البابا، ولكن الحصار وإغلاق المعابر، حال دون ذلك، وفي مؤتمر صحفي بـ"خان يونس"، سلم مفوض الأونروا الميدالية المرسلة من بابا الفاتيكان فرنسيس إلى الطفلة رؤى قديح.
ونقل عن البابا اعتزازه بأطفال اللاجئين وشجاعتهم وأصر على تكريمهم من خلال تكريم الطفلة رؤى قديح، وقال كرينبول إنه عثر على كراسة الطفلة في مدرستها المدمرة بخزاعة في حرب 2014 وبالدفتر أشعار لها عن الأمل، فحمل كراستها إلى دول العالم وللبابا قبل أسبوعين أثناء عقد مؤتمر روما للمانحين، ما دفع الأخير لتكريمها بإرسال ميدالية.
وتعرضت بلدة خزاعة لاجتياح واسع خلال الحرب على غزة عام 2014، دمرت خلاله ما يقارب ثلث منازل البلدة، إلى جانب تدمير مدرسة للأونروا.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز