"الأسد فلسطين" يلاعب الأطفال في حديقة حيوانات بغزة
زوار حديقة الحيوانات في رفح (جنوب غزة) يتسنى لهم اللعب مع "الأسد فلسطين" بعد إجراء جراحة مؤخرا لتقليم المخالب
يتسنى لزوار حديقة الحيوانات في رفح (جنوب غزة) اللعب مع "الأسد فلسطين" بعد إجراء عملية جراحية مؤخرا لتقليم المخالب بصورة حادة، في مسعى من القيّمين على هذا الموقع إلى بثّ الفرح في نفوس سكان القطاع الفقير والمحاصر.
ويقول محمد جمعة (53 عاما) صاحب الحديقة "أحاول الحد من عنف الأسد ليتسنى اللعب مع الزوار".
ويراقب الطبيب البيطري فايز الحداد (59 عاما) الذي أجرى العملية الجراحية قبل نحو أسبوعين سلوك "الأسد فلسطني" بعد الخروج من القفص لفترة قصيرة كي تلعب مع الأطفال.
ولا يوجد في غزة أي مستشفى متخصص للحيوانات، ما اضطر الطبيب البيطري لإجراء العملية داخل الحديقة التي تفتقر للإمكانيات.
ويمسك الطبيب مع اثنين من مساعديه "الأسد فلسطين" في وسط الحديقة ويتفحص الجرح الملتئم. ويقول: "أجريت عملية جراحية ناجحة للحيوان البالغ 14 شهرا قبل أسبوعين، وتم قص المخالب حتى لا تنمو بسرعة ويصبح بإمكان الزوار والأطفال اللعب معها".
ويضيف: "لا يحرّم الدين أو القانون تقليم مخالب الأسود، هذا لا يفقدها طبيعتها الفطرية، نريد إدخال الابتسامة والسعادة على الأطفال وفي نفس الوقت زيادة عدد زوار الحديقة التي تتكبّد نفقات كثيرة".
يعيش أنس عبدالرحيم (12 عاما) على بعد مئات الأمتار عن الحديقة وأتى لزيارتها مع عدد من أصدقائه، وتسنّى له أن يمسك بالأسد دون أن يتعرض لتمزيق ملابسه كما كان يحدث في زياراته السابقة.
يبدو الأسد متوتر بعض الشيء أثناء التوجه نحو العرين ومحاولة الإمساك بجذع شجرة نخيل قرب القفص، بمخالب مقلمة.
ووسط ضحك مجموعة من الأطفال الذين أتوا للتفرّج عليها، يحاول الأسد الإمساك بقطة أسرعت لتختبئ خلف القضبان.
أزمة مالية خانقة
تضم الحديقة المقامة على مساحة 1500 متر مربع، إلى جانب أنواع قليلة من الطيور وعدد من الحيوانات الأليفة، 5 أسود بينها 3 أشبال، ويرتادها عشرات الزوار يوميا خصوصا من تلاميذ المدارس.
ويقول صاحب الحديقة إنه يعاني من أزمة مالية خانقة، مضيفا: "لم يعوّض علينا أحد عندما دمّر الاحتلال الحديقة عام 2004، خسائرنا بلغت نصف مليون دولار".
وكانت الحديقة دمرت كليا خلال عملية تجريف قام بها الجيش الإسرائيلي في رفح سنة 2004. ونفقت عشرات الطيور والحيوانات ومنها عدد من الأسود، قبل أن يقوم جمعة بإعادة إنشائها قبل عامين.
ويوضح أحمد جمعة (26 عاما) الذي يعمل مشرفا في حديقة الحيوانات أن الأسد فلسطين كان يمزق ملابس الأولاد عندما كانوا يقتربون من القفص، "أما الآن فهي أليفة ولا تؤذيهم".
ويقول أنس: "سعيد لأنه تسنّى لي اللعب مع الأسد. وقد أمسكت به ولم يعضني ولم يمزق ملابسي".
ويتابع: "أصحابي شاهدوا صوري وأنا ألعب مع الأسد بعد أن نشرتها على "فيسبوك" و"واتساب"، وهم سيزورون الحديقة للعب أيضا مع الأسد وأخذ الصور".
لكن الطبيب فايز الحداد، وهو خريج كلية الطب البيطري في أنقرة بتركيا، يلفت إلى أن مخالب الأسد يمكن أن تنمو مجددا خلال 6 أشهر، قائلا: "الأسود لن تتخلى عن طبيعتها الغريزية الهجومية".
وتحذر منظمة "باو بروجكت" المعنية بالاهتمام بالسنوريات، من أن اقتلاع مخالب هذه الحيوانات قد يلحق أذى دائما بها.
وتوجد في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ أكثر من عقد 3 حدائق حيوانات صغيرة وفقيرة وفيها أعداد قليلة ومحدودة من أنواع الحيوانات وبعض الطيور.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز