سفير فلسطين بالقاهرة: لا معلومات لدينا عن "صفقة القرن"
دياب اللوح يقول: خلال حوار الرئيس الأمريكي في 4 لقاءات جمعته بالرئيس الفلسطيني لم يكن لديه أي اعتراض على مبدأ حل الدولتين
قال دياب اللوح، السفير الفلسطيني في القاهرة، إن الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وكذلك الجانب المصري لم يتلق أي طرف منهم أي معلومات عن "صفقة القرن المزعومة".
وأضاف خلال ندوة بعنوان "القضية الفلسطينية والتحديات الراهنة"، الأحد، في معرض القاهرة الدولي للكتاب: خلال حوار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 4 لقاءات جمعته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يكن لديه أي اعتراض على مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967.
شارك في الندوة إلى جانب السفير الفلسطيني، الدكتور محمد جمعة، الباحث بوحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأدارها محمد خالد الأزعر، المُستشار الثقافي الفلسطيني بالقاهرة.
وتابع اللوح: بعد أقل من أسبوعين من آخر لقاء جمع بين الرئيسين الفلسطيني والأمريكي فوجئنا بقرار الأخير بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقد أعاد لنا هذا القرار وعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وكذلك إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن قناة الحوار الرسمية مع واشنطن، كما أوقفت الولايات المتحدة مساهمتها في منظمة (الأونرو) وقطعت كذلك المساعدات التي كانت تقدمها للشعب الفلسطيني.
وزاد: القدس والأرض هي عنوان الصراع مع إسرائيل، وقد شددنا على مبدأ الأرض مقابل السلام، رافضين مبدأ الأرض مقابل الاقتصاد، فالقدس هي عاصمة دولة فلسطين وليست للبيع، وهذا هو ما نتحاور بشأنه الآن، رافضين كل الرفض أن تكون القدس عاصمة للدولتين كما تريد إسرائيل وحلفائها.
وأكد أن النوايا الإسرائيلية المبيتة من خلال انتهاكاتها وعدوانها، تبين أن إسرائيل لا تريد السلام وتتمادى بجرائمها وانتهاكاتها اليومية، ومن يعتقد أيضاً أن الشعب الفلسطيني يمكن أن تكسر إرادته، فهو واهم تماماً.
وأضاف أن مصر دافعت دفاعاً شرساً وبطولياً، منذ بداية نكبة فلسطين عن الشعب الفلسطيني، فمصر صاحبة يد نظيفة في تاريخ الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقدمت ولا تزال تقدم، والمواطن المصري على وعي تام بالحق الفلسطيني، لذلك نحن نقول لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، ولا نرضى بأن تكون دولتنا على حساب غيرنا، ونرفض كل الرفض ما تروج له إسرائيل بأن تكون الدولة الفلسطينية في جزء من غزة وجزء من سيناء، ونحترم سيادة مصر على كل سنتيمتر من أراضيها.
وأشار إلى أن العقبات التي تواجه المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، تكمن في رفض حركة حماس لتنفيذ اتفاق 2017 وتمكين السلطة الفلسطينية من حكم القطاع، فالمصالحة ليست موضوعاً ثنائياً بين فتح وحماس بل يتعلق بكل الشعب الفلسطيني، كما أن السلطة الفلسطينية تُصر على أنه لا انتخابات بدون غزة وبدون القدس.
وأكد السفير الفلسطيني في نهاية كلمته أن فلسطين شريك كامل مع مصر في مكافحة الإرهاب في سيناء، وتابع: كل التحية للجيش المصري، الذي استطاع أن يقضي على العديد من البؤر الإرهابية.
من جانبه، قال محمد خالد الأزعر إن التحديات موجودة على مدار الـ120 عاماً الماضية، وكذلك الخلافات الداخلية في فلسطين ليست بجديدة، والواضح أن التسريبات الخاصة بـ"صفقة القرن" لا تبشر بالخير على الإطلاق، أما على المستوى الدولي فـ90% مما يحدث في الخفاء هو من تخطيط الولايات المتحدة والدول الكبرى الحليفة لإسرائيل.
وأكد أن العامل الإقليمي وعامل الصد من الدول العربية والإسلامية هو الحل الوحيد للوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وقال محمد جمعة، في كلمته، إنه لا يمكنه أن يضيف الجديد في عنوان الندوة، أكثر مما يعرفه الحضور، وتابع: دعوني أستعيد ما ذكره الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما خاطب الفلسطينيين قائلًا: قد تكون المرحلة التي نمر بها أخطر المراحل في حياة الشعب الفلسطيني.. فنحن مقبلون على قرارات في غاية الصعوبة.. فنحن أمام لحظة تاريخية إما أن نكون أو لا نكون.
وأوضح أن أخطر هذه التحديات هي الشرخ الكبير الذي يزداد يومًا بعد آخر بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ في ظل إدارة جديدة تدعم إسرائيل بكل ما لديها.
وأكد أن إسرائيل تستعد من الآن للتعامل مع صفقة القرن، وما يساعدها على الوصول لما تسعى إليه هو حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة.