عيد الأم 2022.. فاطمة سالم أيقونة الدفاع عن منازل "الشيخ جراح" (صور)
نادراً ما تغادر المسنّة الفلسطينية فاطمة سالم منزلها الذي وُلدت فيه عام 1952 بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
تخشى "فاطمة"، التي باتت أيقونة الدفاع عن منازل الشيخ جراح، من أن يتسبب غيابها بثغرة تؤدي إلى خسرانها المنزل الذي سكنه والداها لأول مرة في نهاية الأربعينيات، ومن بين 5 بنات و3 أبناء، كانت الوحيدة التي بقيت في المنزل من أجل الاعتناء بوالدها ووالدتها المرضى حتى فارقا الحياة.
"العين الإخبارية" التقتها بمناسبة احتفالات عيد الأم حيث قالت: "أنا وزوجي ساعدنا أمي وأبي، كان أبي مشلولاً على كرسي متحرك، وكنا ننقله إلى المستشفى ونعيده من هناك على الكرسي فقد كان يعاني من أمراض شديدة".
وأضافت: "والدي ووالدتي كانا مسنان وبحاجة للرعاية، لقد قمت بهذه المهمة حتى انتقلا إلى رحمة الله".
لدى فاطمة 3 أبناء و5 بنات، وفيما تعيش البنات مع أزواجهن فإن الأبناء إبراهيم وخليل وأيوب يعيشون معها في المنزل.
وقال "إبراهيم" لـ"العين الإخبارية": "أُمّنا هي بالنسبة لنا كل الدنيا، لقد اعتنت وما زالت تعتني بنا بعد أن اعتنت بوالديها، وهي مثال للقوة والصبر والاحترام".
وأضاف: "أمي تعني كل الأمور الجميلة في العالم، نحن نفتخر بها وبصمودها، ونشعر بالقدر الكبير من الاحترام الذي تحظى به في القدس وكل الأراضي الفلسطينية".
وتابع: "برغم همومها إلا أنها تعتني بنا وبأحفادها الذي يصل عددهم إلى 25 فرداً، تقوم بواجب الأمومة تجاهنا وتجاه أحفادها، أمد الله في عمرها".
وأوضح: "منذ وفاة جدي عام 1988، وهي تعاني من محاولات إخراجنا من المنزل ولكنها تؤكد دائماً أنها لن تخرج من البيت الذي وُلدت فيه مهما كان الثمن".
وأضاف: "لقد علمتنا، وما زالت، كل شيء جيد، علمتنا احترام الناس وأن نتمسك بحقوقنا، ونحن حقيقة نستمد قوتنا وعزمنا منها أمدّ الله في عمرها".
ولا يتوقف الأبناء والبنات والأحفاد والحفيدات عن القدوم إلى المنزل المكوّن من طابقين رغم مخاطر تعرضهم لاعتداءات.
وقالت سالم: "أبنائي وأحفادي يأتون دائماً إلى المنزل ويمضوا معي يومين وهذا يمدني بالقوة".
والأسبوع الماضي، كرّمها وزير شؤون القدس، فادي الهدمي ووزيرة شؤون المرأة الفلسطينية آمال حمد ورئيسة الإحصاء الفلسطيني علا عوض.
وقالت وزارة شؤون القدس الفلسطينية في بيان: "على مدى عدة عقود، وبخاصة خلال السنوات الأخيرة، حافظت المناضلة سالم، 72 عاماً، على وجودها الدائم في منزلها لمنع جماعات المستوطنين من الاستيلاء عليه".
وخلال التكريم، أشاد المتحدثون بالمناضلة "التي شكّلت رمزاً من رموز الحفاظ على العقارات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بشكل خاص ومدينة القدس بشكل عام".
وفي الأشهر الماضية، أصبحت سالم أيقونة الدفاع عن المنازل الفلسطينية في حي الشيخ جراح، وبات منزلها، محطة لابد منها لجميع الوفود الدبلوماسية الأجنبية التي تصل إلى حي الشيخ جراح للوقوف على ما يجري فيه.
ولكن المنزل بات أيضاً عنواناً لحراك سكان الشيخ جراح والمتضامنين الفلسطينيين والأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين، الذين يتوافدون أسبوعياً إلى محيطه.
وتقول فاطمة سالم إن العائلة كانت تقيم بشكل طبيعي في المنزل حتى منتصف سنوات الثمانينيات حينما تلقت إنذاراً بإخلاء منزلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.
وأضافت: "لن نخرج من البيت الذي نقيم فيه منذ أكثر من 70 عاماً، لن أغادره مهما حدث".
وتابعت المسنّة الفلسطينية: "نعاني من مضايقات مستمرة واعتداءات وضغوط وتهديدات للخروج من منزلنا ولكننا باقون فيه".
واستطردت بقولها: "أشعر بالخوف من طردنا، أستمد القوة من الله وأخشى على أولادي وأحفادي".
وكان منزل فاطمة سالم عاد إلى الواجهة قبل شهرين بعد أن أقام عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني، إيتمار بن جفير، مكتباً له على أرض عائلة سالم، ما فجّر احتجاجات مستمرة.
وفي فبراير/شباط الماضي، جمّدت محكمة الصلح الإسرائيلية إجلاء عائلة سالم من المنزل لحين البت بالاستئناف المقدم ضد إجلاء العائلة.
ولم تُحدد المحكمة موعداً لانعقادها بعد أن كان من المتوقع إخلاء المنزل في مارس/آذار الجاري.
وعلى خلفية القرار، حمل نشطاء فلسطينيون ومتضامنون أجانب ويساريون إسرائيليون المسنّة الفلسطينية على الأكتاف في مسيرة طافت حي الشيخ جراح وسط فرحة يأملون أن لا تنتهي.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg
جزيرة ام اند امز