في الذكرى الـ30 لاستقلال لم يتحقق.. فلسطين تنتظر الحلم
في مثل هذا اليوم، ومن الجزائر، وقف الراحل ياسر عرفات بزي عسكري أخضر معتمرا كوفيته الشهيرة، يتلو وثيقة إعلان استقلال فلسطين.
"إن المجلس الوطني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
كلمات ما زالت تصدح في ذاكرة الفلسطينيين، قالها رئيسهم الراحل ياسر عرفات، في اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر في مثل هذا اليوم من العام 1988.
ومع مرور السنوات وحتى اليوم، يتناقل الفلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي شريط الفيديو للرئيس الراحل بزي عسكري أخضر معتمرا كوفيته الشهيرة وهو يتلو وثيقة إعلان استقلال بلاده.
وفتح هذا الإعلان الذي كتبه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، أمام مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية سرية في العاصمة النرويجية أوسلو.
وأسفرت تلك المفاوضات عن اتفاق إعلان المبادئ الفلسطيني-الإسرائيلي عام 1993 الذي أحيا الآمال بإمكانية قيام دولة فلسطينية.
ولكن بمرور 30 عاما على إعلان وثيقة الاستقلال و25 عاما على اتفاق أوسلو ما زال الاستقلال حلما فلسطينيا ينقله جيل إلى جيل.
وتشير استطلاعات الرأي العام المحلية إلى أن الفلسطينيين لا يرون أي أفق لقيام دولة لهم في السنوات القليلة المقبلة.
وترى أغلبية من الفلسطينيين أن الاستيطان ووجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل يجعل من فرص حل الدولتين أمرا مستبعدا.
وزاد من يأس الفلسطينيين إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نهاية العام الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإقدامه على نقل سفارة بلاده إلى المدينة منتصف العام الجاري.
وتعترف أكثر من 138 دولة في العالم بدولة فلسطين، لكن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تعرقل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن الدولي.
وكانت 138 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت نهاية عام 2012 على منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة".
حدثٌ أتاح حينها رفع العلم الفلسطيني في مقار الأمم المتحدة مع أعلام الدول الأخرى.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن انحياز الإدارة الأمريكية الحالية للحكومة الإسرائيلية الرافضة لدولة فلسطينية يغلق الأفق أمام أية مفاوضات ذات معنى.
وفي ظل هذا المأزق فقد لجأ الفلسطينيون إلى الدول الغربية، خاصة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بطلب الاعتراف بدولتهم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال دبلوماسي أوروبي بارز، في رام الله، لـ"العين الإخبارية": "ليست المسألة عدم الرغبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنما ما يعنيه هذا الاعتراف على أرض الواقع".
وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية منصبه "نؤمن بأن من حق الفلسطينيين علينا أن نعترف بدولتهم ولكننا ننتظر التوقيت المناسب".
مستدركا بالقول "لكن إذا انغلقت أفق المفاوضات بالكامل فإننا حتما سنعترف بدولة فلسطين".
ويرى المسؤولون الفلسطينيون أن الاعتراف الغربي، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي، سيجعل القضية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي "دولة تحتل دولة أخرى".
وقال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية لـ"العين الإخبارية": "العديد من الدول الأوروبية الرئيسية وبينها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا تدرس جديا الاعتراف بالدولة الفلسطينية" .
وأضاف "إذا اعترفت هذه الدول بفلسطين فإن الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستعترف أيضا بدولتنا".
مستطردا: "نحن نقول للدول الأوروبية أنتم تقولون إنكم مع حل الدولتين ولكنكم تعترفون فعليا بدولة واحدة وهي إسرائيل، وقد آن الأوان أن تعترفوا بالدولة الثانية وهي فلسطين".
وكانت العديد من البرلمانات في الدول الأوروبية أوصت حكوماتها خلال السنوات القليلة الماضية بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
وفي بيان صادر عنه، اعتبر صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن إعلان وثيقة الاستقلال "هيأ لإنجازات دولية جديدة ومتراكمة نحو إحقاق حقوق شعبنا المشروعة، توجت بنجاحات متتالية وضعت فلسطين موضع الدولة الند لقريناتها في الأسرة الدولية، على الرغم من محاولات الاحتلال الحثيثة للقضاء على هويتنا ووجودنا".