مفاوضات بلا شروط.. خيار أمريكي في مرمى التشكيك الفلسطيني
خبراء فلسطينيون يبدون الكثير من الشكوك في قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على رعاية مفاوضات فلسطينية–إسرائيلية بشكل نزيه.
يبدي خبراء فلسطينيون الكثير من الشكوك في قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على رعاية مفاوضات فلسطينية–إسرائيلية بشكل نزيه، وسط مخاوف من ممارسة ضغوط جديدة على القيادة الفلسطينية.
ومع أن المحلل السياسي جورج جقمان يدعو للانتظار لمعرفة حقيقة السياسة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وطبيعة المستشارين الذين سيختارهم، لم يخف تخوفه من ممارسة ضغوط على القيادة الفلسطينية في ضوء التأييد العلني لإسرائيل ووعد نقل العاصمة الأمريكية للقدس.
مأسسة القرار هل تخفف من الانحياز؟
وتعهد ترامب، بالعمل من "أجل سلام عادل ودائم" بين إسرائيل والفلسطينيين "يتم التفاوض عليه بين الطرفين"، وذلك في أول رسالة له حول هذه المسألة منذ فوزه بالرئاسة نشرتها صحيفة "إسرائيل هايوم"، أمس الجمعة.
وكتب ترامب، في هذه الرسالة: "أعتقد أنه بإمكان إدارتي أن تلعب دورا مهما في مساعدة الطرفين على تحقيق سلام عادل ودائم".
وقال جقمان لـ"بوابة العين": "ما يعرف عن سياسة تارمب حتى الآن شعارات عامة يجب أن تترجم لسياسات تفصيلية"، مضيفا "هو لا شك منحاز لإسرائيل، ولكن هذا هو حال كل المرشحين للرئاسة الأمريكية بسبب اللوبي اليهودي"
وأضاف "في النهاية أمريكا يوجد بها مأسسة للقرار، والقرار النهائي لا يخضع لرغبة رئيس الجمهورية وحده، إنما هناك أطراف عدة تشكل هذه السياسات، منها الخارجية والبنتاجون وجملة المصالح، وبالتالي السياسات التفصيلية يجب الانتظار مهملة من الوقت لمعرفتها ومعرفة من هم مستشاروه لقضية الشرق الأوسط".
- القدس في مرمى التهويد.. وعد ترامب يفجر المخاوف الفلسطينية
- خبراء فلسطينيون لـ"العين": فوز ترامب في مصلحة إسرائيل
تخوف من الضغوط
وحول مقترح العودة للمفاوضات المباشرة، رأى جقمان أن "هناك شقين بالموضوع، المفاوضات دائما كانت مباشرة، أما بدون شروط، فإذا كان هذا ما ستكون عليه السياسة الأمريكية وكذلك الأوروبية لاحقا فمن المتوقع أن تكون ضغط على الجانب الفلسطيني ليلغي أية شروط وضعها سابقا لإجراء المفاوضات.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، في نيسان/ إبريل 2014، بعد رفض إسرائيل المطلب الفلسطيني بوقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين قدماء في سجونها.
وذهب جقمان إلى أنه من المبكر معرفة الموقف الفلسطيني الرسمي من هكذا دعوة للمفاوضات، وما إذا كان سيستجيب لهذه الضغوط.
لابد من شروط
أما الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، فيرى من الصعب الحديث عن مفاوضات جديدة دون أن تكون مبنية على أساس الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
كما أشار أبو سعدة في حديثه لـ"بوابة العين" إلى ضرورة أن يكون هناك جدول زمني واضح بمعنى ان تنتهي بوقت معين 9 أشهر أو عام، أما الذهاب للمفاوضات هكذا والعودة إلى الدوامة القديمة والحلقة المفرغة فهذا أمر غير ممكن وسيشكل إساءة للقضية الفلسطينية وليس من السهولة أن تقبل به القيادة الفلسطينية.