خبراء فلسطينيون لـ"العين": فوز ترامب في مصلحة إسرائيل
محللون فلسطينيون يرون في فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية مصلحة كاملة لإسرائيل، وأسوأ الظروف للقضية الفلسطينية
أجمع خبراء ومحللون فلسطينيون على أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سيصب في مصلحة إسرائيل جملة وتفصيلا، معتبرين أن القضية الفلسطينية "تعيش أسوأ ظروفها" في ظل التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وإسرائيل.
وأكد المحللون في أحاديث منفصلة أجرتها معهم بوابة "العين" الإخبارية، أنه يتحتم على الفلسطينيين في الوقت الراهن، وفي ظل السياسة الأمريكية المعلنة سلفا، العمل على ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة صياغة السياسة بما يناسب التغيرات التي يشهدها الوضع الإقليمي والدولي، لما فيه مصلحة القضية الفلسطينية.
وبات ترامب الرئيس الخامس والأربعين لأمريكا بعد حصوله على الأصوات اللازمة للفوز في انتخابات اعتبرت الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة، بعدما خالف كل التوقعات وهزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وأصبح سيدا للبيت الأبيض.
وقال الباحث والمختص في العلاقات الدولية جمال الفاضي، لـ"العين"، إن إسرائيل هي الفائز الوحيد بعد تتويج ترامب بالرئاسة الأمريكية، لأنها تملك تحالفا استراتيجيا مع بلاده.
وأضاف أن ترامب سيعمل بعد توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل، على تفهم المزيد لحاجات إسرائيل وشروطها في التعامل مع الفلسطينيين، مؤكدا أنه لا يوجد أي تغيير في التعامل معها بل سيتم دعمها أكثر من السابق.
واعترف الفاضي، أن القضية الفلسطينية "تعيش أسوأ ظروفها"، وأن تأثير فوز ترامب سيكون أكبر لصالح إسرائيل، داعيا القيادة الفلسطينية للعمل على ترتيب البيت الفلسطيني، ووضع رؤية للتعامل مع هذه التطورات وعدم إتاحة الفرصة لإسرائيل في تنفيذ مخططاتها واستثمار وجود ترامب.
واتفق معه أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، قائلا إن فوز ترامب بمقعد الرئاسة الأمريكية "لن يغير شيئا بالنسبة للفلسطينيين، بل سيزيد الإسرائيليين تطرفاً في تمرير مخططاتهم مستفيدين من الدعم الأمريكي اللامحدود".
وقال الرقب لبوابة "العين"، إن ترامب لن يشكل أي ضغوطا على إسرائيل من ناحية فرض حل سياسي يسمح بقيام دولة فلسطينية، معتقدا في الوقت ذاته أن الرئيس الأمريكي المنتخب لن ينفذ تهديده بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
و أشار الرقب أن ترامب لن يولي القضية الفلسطينية أهمية لوجود ملفات أهم تتركز في سوريا والعراق، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، داعيا الفلسطينيين لترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة التحديات القادمة.
والرؤية ذاتها أكدها الكاتب والمحلل السياسي ناجي شكري ألظاظا، حيث أوضح أن "ترامب لن يقدم أي شيء للفلسطينيين ولو حتى مبادرات شكلية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل المستفيد الأكبر من هذا الفوز الجمهوري على الرغم من يقينه بأن ترامب لن يكون قادرا على تنفيذ سياساته الهوجاء التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية".
وأكد ألظاظا لبوابة "العين"، أن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني لمواجهة هذه السياسة الجديدة المتعارف عليها، والتي تتطلب ترتيب البيت الفلسطيني والعمل على تحديد السياسات المطلوبة وعدم انتظار أي شيء من أمريكا التي كانت على الدوام في انحياز واضح للاحتلال الإسرائيلي.