الصحفيون الفلسطينيون.. "جنائز مؤجلة" على حافة رصاص الاحتلال
في كل مرة تتوجه فيها الصحفية الفلسطينية صافيناز اللوح لتغطية مسيرات العودة وكسر الحصار تضع في حسابها أنها قد تعود جريحة أو شهيدة.
جنود مجهولة تحمل أكفانها على أكتافها في كل مرة يخرجون إلى مسيرة أو مظاهرة احتجاجية، يتركون رسالة وداع ربما تكون الأخيرة، هذا حال الصحفيين الفلسطينيين مع رصاص الاحتلال.
ففي كل مرة تتوجه فيها الصحفية الفلسطينية صافيناز اللوح (28 عامًا) لتغطية مسيرات العودة وكسر الحصار، تضع في حسابها أنها قد تعود جريحة أو شهيدة، مع تكرار إصاباتها وزملائها.
وأصيبت "اللوح" مراسلة أحد المواقع الإلكترونية الفلسطينية، بعيارين في الكتف والرقبة، الجمعة الماضية، خلال تغطيتها الأحداث شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
إصابة للمرة التاسعة
"اللوح" تحدثت لـ"العين الإخبارية"، قائلة: "هذه المرة هي التاسعة التي أصاب فيها منذ انطلاق مسيرات العودة شرق قطاع غزة، ومع ذلك لن أتراجع، الاحتلال يريد حجب الحقيقة، ونحن مصممون مهما كانت المخاطر على أن نوصلها للعالم".
وإلى جانب الصحفية صافيناز، أصيب المصور الصحفي الفلسطيني سامي مصران، الذي لا يزال يرقد في العناية المكثفة، بعدما أصيب بقنبلة غاز في وجهه أصابت عينه بشكل مباشر.
ووفق "اللوح"؛ فإنها وزميلها مصران كانا يعملان على تصوير تعامل المسعفين مع فتاة أصيبت في رأسها، عندما استهدف الاحتلال الجميع، وأصاب 4 شبان آخرين.
ويتعمد الاحتلال استهداف الصحفيين؛ ليمنع تغطية المسيرات بمهنية، حتى يتسنى له الاستمرار في تضليل العالم، وهذه نتيجة توصلت لها "اللوح" من متابعتها لحجم الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين، منذ انطلاق مسيرات العودة.
حصيلة الاعتداءات
ومنذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس/آذار 2018، استشهد صحفيان فلسطينيان وأصيب عشرات آخرون في القمع الإسرائيلي، وسط تأكيدات حقوقية بتعمد الاحتلال استهدافهم لمحاولة إرهابهم ومنعهم من تغطية الأحداث.
يامن المدهون، مدير وحدة البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان، أكد أنهم وثقوا 241 حادث اعتداء على الصحفيين في مسيرات العودة، أسفرت عن إصابة 172 صحفيا، وتكرر إصابة 41 منهم أكثر من مرة.
وقال المدهون لـ"العين الإخبارية": إن تكرار إصابة الصحفيين يدلل على أن قوات الاحتلال تستهدفهم عن وعي تام بالرغم من ارتدائهم ملابس مميزة، مبديا قناعته أن الاحتلال يحاول تغييب الحقيقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي قطاع غزة تحديدا كي لا يعرف العالم حقيقة ما يجري من انتهاكات.
وأشار إلى أن النهج الإسرائيلي في استهداف الصحفيين ليس جديدا، فمنذ سنوات هم هدف لنيران الاحتلال، ولم تمر حرب على غزة إلا وقتل وأصيب فيها صحفيون، أما في الضفة الغربية فهناك إصابات واعتقالات متكررة.
وأكد أنهم يجمعون المعلومات حول انتهاكات الاحتلال، ويوثقونها لنشرها وتوزيعها على المستويات المحلية والدولية، لفضح انتهاكات جنوده، إلى جانب تقديم شكاوى قانونية لدى المحاكم الإسرائيلية والعالمية بما فيها الجنائية الدولية.
حجب الحقيقة
الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أكد لـ"العين الإخبارية" أن الاحتلال يحاول حجب الحقيقة باستهدافه الصحفيين الذين يعملون على تغطية المسيرات.
وقال: "لا تكاد تخلوا فعالية كبيرة، أو جمعة من جمع مسيرات العودة، إلا ويتعرض الصحفيون لاستهداف مباشر ومتعمد من قوات الاحتلال"، مؤكدا أن كل ذلك يضاف إلى سجله الأسود في استهداف الصحفيين.
وأضاف: "لن ننسى شهيدي الحقيقة في مسيرات العودة ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وغيرهما من عشرات الجرحى".
ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، إلى استنكار هذه الجرائم المتواصلة في ظل تواطؤ الإدارة الأمريكية وتوفيرها الحماية الكاملة لقوات الاحتلال في جرائمها.
وأكد أن الصحفيين لن يرضخوا لإرهاب الاحتلال وتخويفه، وسيواصلون تأدية عملهم بكل مهنية لينقلوا للعالم وقائع جرائم الاحتلال.
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز