مريم زقوت.. فلسطينية تقود أكبر المؤسسات الثقافية بغزة
من ساحات النضال والسياسة إلى ميادين العمل المجتمعي والثقافي، تنوع عطاء الفلسطينية مريم زقوت حتى قادت واحدة من أكبر المؤسسات الثقافية.
ولم يمنع زقوت مسؤولياتها كزوجة وأم لستة أبناء من الانخراط في العمل العام، لتصبح في غضون سنوات واحدة من أبرز القيادات النسوية في قطاع غزة التي تركت بصمة واضحة في بناء المنظومة الثقافية الفلسطينية.
في يوم المرأة العالمي، تروي زقوت لـ"العين الإخبارية" رحلة الكفاح التي استمرت أكثر من 3 عقود في مناصرة قضايا النساء والطفولة.
ثورة ضد التمييز
فمن أسرة محافظة جدا والعدد الأكبر فيها بنات (6 بنات وأخ واحد) جاءت زقوت ولا تخفي أنها "شعرت بالتمييز الواضح في المعاملة لصالح الولد في اللعب والمصروف والدراسة وكل شيء.
تقول: "هذا خلق عندي شعورا بضرورة التفوق حتى أثبت لأهلي وللمجتمع أن البنت يمكن أن تكون أفضل من الولد، فاجتهدت في دراستي المدرسية، وكنت من أوائل الطالبات وكنت متميزة".
وأكملت زقوت دراستها الجامعية ونالت درجة الماجستير بعد عقدين من الزمان وتفوقت على أبنائها، وانخرطت في العمل المجتمعي والسياسي.
وتضيف "عندما التحقت بالتنظيمات وجدت فيها التمييز أيضا وسيطرة العقلية الذكورية حتى عند الأحزاب التقدمية التي كانت تقدم الرجل للسيطرة على التنظيم فاضطررت لترك التنظيم مع إنني حصلت في مؤتمره العام على أعلى الأصوات".
من الحزبية للمؤسسات
ومن العمل الحزبي، انتقلت إلى العمل المؤسساتي، فقد كن 5 من النساء الرياديات في المجتمع، اشتركن معاً في الهم والحلم، فكرن معاً في تدخلات تحمي الأطفال من الخطر، فخلصن إلى فكرة مآلها تأسيس بيت آمن يجمع الأطفال في إطار تربوي نمائي يساعدهم ويحميهم من حدة وقساوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
أثمر هذا التفكير قبل 30 عامًا عن تأسيس جمعية الثقافة والفكر الحر التي تضم الآن 5 برامج تنموية أساسية تشكل عصب المؤسسة، وباتت واحدة من أهم المؤسسات الفاعلة والقوية في فلسطين.
تقول: "عندما أسست وزميلاتي الثقافة والفكر الخر كان الهدف الأساسي كيف نعطي المساحة الأكبر للنساء وكيف تدير النساء المؤسسة، وخلال 30 عاما وجدنا تفوق للنساء في المناصب الإدارية على الرجال اذ يبدعن أكثر وينجزن أيضا".
وأضافت "هذه تحديات سواء على مستوى الأسرة أو التنظيم وحتى المجتمع الذي كان يرى في بدايات انطلاق عملنا أننا لن ننجح لأننا مؤسسة على رأسها نساء، كانت التحديات كثيرة لكن الإرادة القوية والإيمان بدور المرأة أعطانا قوة أن المرأة قادرة أن تقود وتنجح وتصل".
إنجازات
وأكدت أنهن حققن إنجازات على المستوى النسوي والفتيات وخلقن قيادات شابة وكوادر نسوية عندهن فكر ونهج متميز بالريادية والإبداع.
تؤمن زقوت أن المرأة محتاجة الدعم والمساحة الكبيرة حتى تظهر كفاءتها وفعاليتها.
وتحمل مؤسسة الثقافة – وفق زقوت - رسالة وهوية متميزة ولها فلسفة في العمل قائمة على إشراك النساء والأطفال والشباب في المشاركة في بناء الخطط والمشاريع الخاصة بتعزيز الهوية الوطنية والذاكرة والثقافة".
وأكدت أنها تساهم في قصايا محاربة العنف ضد المرأة والدفاع عنها وتقدم لهن مبادرات وللشباب لدعم مشاريعهم التي تؤهلهم لأخذ دورهم في المجتمع.
رحلة الإنجاز لم تكن سهلة، تقول: "تعرضنا في بدايات عملنا لكثير من المضايقات لان مجتمعنا كان غير مؤهل لتفهم قيادة النساء مؤسساته لكن بفضل نضالنا وتضحياتنا نجحنا في تغيير الصورة السلبية.. وكسرنا حاجز أن النجاح يحققه الرجال فقط وليس النساء وأنا بعد 30 سنة عمل في الحقل الثقافي والاجتماعي والحقوقي فخورة أن الناس تتفهم رسالتنا ودورنا".
وقالت: "هذا الرصيد حققناه من خلال تصدينا للعادات والتقاليد السلبية.. إذ أكدنا أن الأدوار يجب ان تكون تكاملية بين الرجال والنساء ونحن نحاول تربية الأجيال على المحبة والتسامح وتكوين الأسرة السليمة القائمة على توفير العدالة للبنت كما الولد.
جوائز
وحصلت زقوت على 3 جوائز، الأولى حيث خاضت مضمار المنافسة بين 350 قيادية نسوية في العالم العربي، وفازت بالمرتبة الثانية كأفضل شخصية نسوية في العمل الأهلي والمجتمعي في الوطن العربي، والجائزة الثانية من مؤسسة المرأة المبدعة كأفضل سيدة على مستوى المؤسسات، والجائزة الثالثة أفضل امرأة على صعيد العمل المؤسساتي على الصعيد الوطني.
وقالت: "هذه جوائز على الصعيد الفردي وهناك جوائز عديدة على صعيد مؤسسة الثقافة، التي رأت أن نجاحها يعود لتجدد الدماء فيها باستمرار وأيضا لاستقلالية المؤسسة وعدم انتمائها لأي تنظيم فكل العاملين فيها اجتمعوا من أجل خدمة المجتمع وتجمعنا لغة مشتركة حيث نتفق على الهدف والرسالة وهذا سر نجاحنا".
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg
جزيرة ام اند امز